جاءتْ إليَّ وأقبلتْ بحنينِها
ومضتْ إليَّ بسحرِها وثَّابةً
عذراءُ دنياها ضياءٌ حالمٌ
عذراءُ ترفلُ رقَّةً ودماثةً
قد لوَّنتْ دنيا الجمالِ وغيَّرتْ
وبها تحوَّلَتِ الثواني عالَماً
والشعرُ فيضٌ من لآلىءِ حسنِها
تركتْ بقلبي ثورةً ومهابةً
ألقتْ بعينيَ جمرةً من لحظِها
وتأجَّجَ الشّوقُ الخبيءُ بأضلُعي
وتفتَّحتْ أزرارُ وردٍ ناضرٍ
أرنو إليها ذاهِلاً مستمتِعاً
فإذا تكلَّمَتِ العيونُ وأثلجتْ
تهدي بعينيها حناناً مترَفاً
وتبسُّماً فاقَ الرَّبيعَ نضارةً
ويذوبُ مني إذْ أعيشُ حنانَها
وتئنُّ مني إذْ أهيمُ بليلِها
يا بوحَ روحٍ أورقتْ صحراؤُها
جودي على صبٍّ تدلَّهَ والِهاً
جودي وهل نِدٌّ لحسنِكِ يُرتَجى
يا ربّ إنِّي قد كواني حبُّها
وكأنَّما كنَّا على ميثاقِ
كغزالةٍ تعدو على أوراقي
وصفاءُ نظرتِها كما الترياقِ
تزهو بعينيها خمورُ الساقي
تاريخها واستوطنتْ أحداقي
متألِّقاً متماهيَ الاآفاقِ
وكمالِها ودلالها البرَّاقِ
وتحيَّرتْ ببراءةِ العشاقِ
وتقاذفتني أبحرُ الأحداقِ
كانت لجسمي شعلةَ الإحراقِ
وتلألأتْ من نورها آفاقي
مستسلماً لنضارةِ الإشراقِ
بعليلِ نظرتها غليل فراقِ
يجلو القلوبَ بروعةِ الإغداقِ
وبشاشةً تروي بها أشواقي
قلبٌ تعشَّقَ تحفةَ الخلاَّقِ
روحٌ تعيشُ مرارةَ الإشفاقِ
بهطولِ وجهكِ في المسا المشتاقِ
لا يرعوي فيه أنينُ شِقاقِ
بين الأنامِ ككوثرٍ رقراقِ
حتَّامَ مُرَّ عذابها سألاقي !؟
محمود الخضر