استراحة محارب

 ذات يوم كنت مسرعة لكي لا أطيل على صديقتي التي اتفقت معها أن نذهب لنرفه عن أنفسنا

بعد تعب سيطر على عقولنا بسبب الامتحانات. صادفت طفلاً نائماً أمام باب منزلنا، جسده نحيل،
ثيابه تكسوها البقع وممزقة لون بشرته داكنة جداً يداه تحتضن جسده بقوة فتكاد أن تلتصق عظامه
ببعضها البعض لكي يتمكن من تدفئة نفسه قليلاً ملامحه بملامح رجل ليست بملامح طفل. جعل
من الحائط وسادة ليسند رأسه إليه. التعب والحزن ظاهر. من تعبير البؤس الذي اتخذه وجهان
قبل أن تغفو جفونه ترتجف ، قربه يوجد علبة تحتوي البعض من الطعام الذي يبيعه
و بقربه يوجد بعض من القروش النقدية سقطت من يده سهواً. إنه نائم والضجيج يعم حوله ومع
ذلك هو نائم إنه نائم ولم يخف على نقوده أو أي شيء. لقد ترك ما يعمل لأجله وغفا لم يفكر أين
هو، ومن شدة تعبه نام في المكان الذي رمى جسده إليه إنه الطفل بائع الكعك المغلف. إنه محارب
يحارب لكي لا يطلب المساعدة من أحد.
ترك مرحلته الطفولية والمرحلة التعليمية والمرحلة التي يجب على الطفل أن يقضيها بقرب والديه
وذهب لكي يعمل. إنه طفل قوي محارب لا يستطيع شيء إيقافه لكن التعب قضى عليه. إنه طفل مشرد بنظر الكثيرين مجرد طفل
متسول يريد المال ولكن.. بنظري هو طفل محارب وغفا هذه الغفوة لتكون استراحة محارب
بعد عناء طويل.

صباح شقفة

 

المزيد...
آخر الأخبار