في متابعة للإضاءة على مواقع الجمال والأصالة والتراث التي تعتبر حماة كنزاً لها ، قام فريق مديرية الثقافة بزيارة إلى مشغل عائلة المدني للنسيج الذي ترسم العراقة في تفاصيله لوحة عبق التراث.
نول النسيج الحموي الذي جابت منتجاته أصقاع الدنيا ينطلق من حارة حموية طافحة بتاريخ عبقرية شعب لا يقبل إلا التميز ..
فصناعة وتجارة النسيج في حماة كانت هي الأولى والأكثر ازدهاراً، وإن قسماً هاماً من هذه الصناعة والتجارة كمنتجات (المناشف والبرانص والفوط الحمام …إلخ ) كان رائجا ومطلوبا ليس على مستوى المدينة فقط و إنما كانت نواتج هذه الصناعة تصدر على مستوى العالم الإسلامي أجمع وبالأخص ما كان يسمى ببر الأناضول و القطر المصري .
وجاء في التقويم السنوي لبلاد الشام لعام 1305 هـ مايلي : ( أنه كان في حماة أكثر من 500 نول ، يشتغل بها 800 عامل يصنعون في كل عام 30000 من عدة الحمامات، كالمناشف والفوط، و36000 ثوب من البياض و 10000 شرشف فراش مما يبلغ ثمنه 70000 ليرة ذهبية ).
لقد كانت الأنوال منتشرة في مشاغل وبيوتات حماة المختلفة و تعمل في هذه الصنعة عائلات كاملة لم يبق منها إلا البعض مثل عائلة ( الدبيك و المسدي والمدني وغيرهم ) .
اليوم تم الاطلاع على مشغل عائلة المدني واستقبلنا مشكورا وبكل حفاوة أحد أبناء العائلة وهو السيد سامر المدني الذي مازال مصرا على العمل في هذه الصناعة التقليدية العريقة رغم كل الصعاب.
إعداد م.مجد حجازي
تصوير:عبد المعز المدني – محمود عبود – أحمد تركاوي
فريق – رؤية