تجهشُ كالنادبات

كم تحزنُ الكأسُ
بعد رحيل أناملكَ
الحانياتْ
وإذا ما مضيتَ
بعيداً ..بعيداً
تذكَّرْ بهذا الفراغِ
المهيبِ العظيمِ
الذي تحتسيه
دنانَ الكروم
التي عتّقوها ..
ليوم الإيابْ
قمْ ..
عذاباتنا تستحي
من دموع الصغار
إذا ما أطلنا
الغيابْ
قم ..
مواويلنا تشعلُ
الذكرياتْ
وتصيحُ على
خمرةِ الحبِّ
أن تنحني لمرورِكَ
مثلَ انحناءِ
الخليقةِ حينَ
مرورِ الفراتْ .
يا حزينَ الحياةْ ..
سوفَ تحنو
على خمرةٍ
من أقاصي
الكرومْ
يتزاحمُ هذا المساءَ
بداركَ صوتٌ
يراكم فيكَ
فيافي
الهمومْ .
* * *
أنت يا .. أنت
.. بكَّاءةٌ هذه الكأسُ
أم أنتَ مَنْ أطلقَ اللّحنَ
سرباً يحومُ بداخل
كلِّ نديمٍ ..؟
ستبكي على ظلِّكَ
الكأسُ إن هزَّتِ
الريحُ تلكَ المناديل
نحو الشمالِ
وجاءتْ إلينا
بأسرابها
أنتَ يا أنتَ
تجهشُ وحدكَ
كالنادباتْ

عباس حيروقة

 

المزيد...
آخر الأخبار