يعود الفضل الأول لوالديّ تشجيعهم الدائم لموهبتي الناشئة ، ففي إحدى الأيام كنت أُسمع والدي قطعة زجلية من نظمي فقال لي :
إذا كنت ( قبضاية أكتب موّال ) ليلتها لم أنم وأنا أفكر لأنال رضا والدي وماذا أكتب كي أثبت مقدرتي في النظم ، بقي تلك الليلة حتى الصباح وهو يحاول أن ينظم ما يرضي والده ، حتى نظم أول موال في حياته وعند الصباح بعد أن أشرقت شمس الضحى قال لوالديه: أريد إسماعكم هذا الموال ، فقال تفضل ( هات لشوف) وكانت أمه حاضرة :
بعنوان / فخراً بوالدي /
ليّ الفخر يا خلق أبوي ربّاني
أمي وما يعرف قلم عالفن ربّاني
يحكي كلامو درر إلهام رباني
علمني قول الزجل وآراء فيها حكم
ماشي عوصفوا أبد /هوَّ/ طبيبي وحكم
لو قارنوا بالزجل وحطو علينا حكم
أبقى سفينة فبحروا أبوي رباني
بعد أن سمع هذا الموّال صفق لي وضمني وغرغرت عيناه ووالدتي بالدموع وقال لي هذه العبارة / هلق أمّنت عليك الله يرضى عليك /
وبدأت مسيرتي بكتابة الزجل والموال السبعاوي ( البغدادي)
غزوان بن خالد الجمية من مواليد مدينة حماة / عليليات 24/6/1959 م
التحق بخدمة العلم /1981-1985 م/ بعدها بدأ حياته العملية / فتح صالون حلاقة رجالي / في دكان والده عام 1985 م ومن قبله كان يعمل والده بهذا المحل / حذّاء / في محلة تل الدباغة .
أول أيامه في حمص لأجل الدراسة كانت له معاناة في تأمين غرفة للسكن فكتب بعنوان / غربة في فندق / هذه مقاطع منها :
عحمص كنَّا مسافرين غراض وكتب حاملين
فكرنا نتآوى أبيت صدفنا فندق عابدين
وقفنا قدام الباب وشفنا الدرج يا حباب
طلعنا لفوق وشفنا وعالمنامه اتفقنا
مفتاح الغرفة استلمنا دغري رحنا نايمين
رايحين نقدم فحص بالليل إجانا قرص
والصبح إجانا مغص ولحقو حب يا مساكين
الشاعر غزوان متعدد الهوايات منها / صيد السمك ، والخط العربي ، الرسم – عزف على آلة العود / ويحب الفن بشكل عام وما تحتويه هذه الكلمة من معنى وهوايته تأليف الزجل والموّال السبعاوي والعتابا والشعر.
تغزل في مدينة حماة التي حباها الله بجمال أخاذ ونواعيرها الساحرة ومناظرها البديعة يقول فيها :
زجل
بلدي حلوة مشهورة بالعاصي والناعورة
وبجناينها الحلوين وبأشجارا وزهورا
الناعورة بتعن عنين وبتعطي أجمل تلحين
العاصي بيروي البساتين والأراضي المهجورة
لو تسمع بالإشارات بتجي لعنا بتزورا
حماة فيها حضارات فيها فن و مهارات
بلدي بتباها فيها وبطيبة أهاليها
تسلم إيد البانيها وجاعلها بأحلى صورة
أكرم ميخائيل اسحاق
المزيد...