القلق الامتحاني.. ودور الأهل في مواجهته

تعيش معظم الأسر التي يستعد أبناؤها لتقديم الامتحانات في حالة تأهب واستنفار،قلق وتوتر وخوف من القادم ،لماذا تعيش هذه الأسر هذا الجو المتوتر؟وكيف يمكن تجاوز هذه المرحلة الصعبة؟ ماهو القلق الامتحاني؟ القلق الامتحاني: هو حالة نفسية انفعالية مؤقتة يمر بها الطالب،وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعه الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه،أو للخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل،أو لضعف ثقته بنفسه ورغبته في التفوق على الآخرين،أو ربما لمعوقات صحية. هذا ما وضحه كل من الآنسة ميسم نعوف والأستاذ أحمد عليوي وهما من فريق الدعم النفسي والمجتمعي في سلمية ،في مؤسسة الآغا خان حيث بينا من خلال الجلسة الحوارية أهم أسباب وأعراض القلق الامتحاني.

أعراض القلق الامتحاني
أعراض نفسية:
-التوتر والخوف وحالة مستمرة من عدم الارتياح
-أفكار سلبية وشعور بالغضب المستمر
– قلة التركيز وسرعة نسيان مايدرسه.
-جمود العقل وعدم القدرة على الفهم بسهولة.
-اضطراب في النوم والشهية.
أعراض جسدية- :
تسارع في نبضات القلب وسرعة في التنفس.
-ارتعاش في الأطراف.
-صداع نصفي.
-إسهال أو إمساك.
-آلام في البطن وتشنجات في القولون،وغثيان أو إقياء. هذه الأعراض الجسمية هي أعراض فيزيولوجية طبيعية ناتجة عن زيادة تنبه الجهاز العصبي اللاإرادي.
لكن ماحقيقة هذا الغول المخيف الذي يجعل الطلاب يشعرون بهذا القلق، ويصلون إلى هذه الأعراض التي قد تتطور بعدها إلى أمراض مزمنة؟
هل قرب الامتحان هو السبب الوحيد لهذا القلق؟.
ماهي أسباب القلق التي تجعل منه وحشاً يأخذ أشكالاً مختلفة؟.
-الخوف من النتائج الخوف من نظرة المجتمع في حال الرسوب أو عدم تحقيق التقدير المناسب،الخوف من النسيان.
-عدم الاستعداد الجيد: غالباً يتزايد القلق مع تزايد عدم الاستعداد للامتحان،فمن يصل إلى شهر الامتحان وهو لا يعرف شيئا عن المنهاج،ولم يقرأ جيداً لابد سيكون قلقه أكبر ممن يتابع منذ بداية العام.
-انعدام الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على تجاوز الامتحان وبدراستهم التي يقضون أوقاتهم فيها،انعدام الثقة يتولد من تجارب سابقة غير ناجحة، أو من محيط محبط.
-أسلوب الدراسة الخاطئ:كثيرون من الطلاب يقضون أوقاتاً طويلة في المذاكرة ولا ينامون إلا ساعات قليلة، وفي النهاية لا يجدون النتيجة التي تكافئ هذا الجهد الكبير، وهذا يسبب لهم إحباطاً كبيراً وشعوراً باليأس ، ويتزايد القلق لديهم قبل أوقات الامتحان.
-التوقعات العالية:أحياناً تكون الأحلام الكبيرة والتوقعات العالية عقبة في طريق نجاحنا، فعندما يضع الطالب لنفسه طموحا بمعدل 100%فهذا يضعه تحت ضغط أكبر من قبل نفسه ومن المحيط،المقارنات مع الأقارب والأصدقاء الذين يماثلونه في المرحلة العمرية، أيضاً ضغط الأهل الذين يتوقعون الأفضل من ابنهم.
كيف نواجه القلق الامتحاني؟
من خلال الدراسة الصحيحة والدراسة بفعالية عندها يستطيع الطالب تقليل مستوى القلق الذي يشعر به عن طريق الاستعداد الجيد للامتحان،وتوزيع الدراسة على طول فترة الدراسة بدلاً من مراكمتها في فترة قصيرة،حيث يمكن أن يدرس الطالب المادة في مجموعات لمدة خمسين دقيقة مثلاً ثم الاستراحة لمدة عشر دقائق.
توفير بيئة مناسبة في المنزل: هناك قواعد لابد من مراعاتها أثناء الدراسة ويجب الالتزام بها:
-تنظيم الوقت ووضع برنامج دراسي يتناسب مع كافة المواد.
-أخذ قسط من الراحة عند الشعور بالتعب.
-اختيار مكان هادئ للدراسة بعيداً عن الضجة، إضاءة مناسبة، تهوية جيدة للغرفة وترتيبها.
-عدم الدراسة في غرفة النوم أو الابتعاد عن السرير حتى لايشعر الطالب بالنعاس.
دراسة المواد العلمية باستخدام الورقة والقلم لأن ذلك يثبت المعلومات. .الاهتمام بالغذاء.
-أخذ قسطاً كافياً من النوم دون زيادة أو نقصان فكلاهما ضار.
-الاسترخاء:أثناء الدراسة وأثناء الامتحان أمر في غاية الأهمية حتى تستطيع الذاكرة والعقل أن يعملا بشكل جيد، مثلاً التنفس نحن نتنفس بشكل سريع وهذا لايعطي الدماغ مايكفيه من الأوكسجين للقيام بوظائفه،ولكن حين يكون التنفس بشكل صحيح عندها نشعر بالاسترخاء،ويكون التنفس الصحيح بأن يضع الشخص يده على بطنه يأخذ شهيقاً ويقوم بالعد أربع ثواني ثم حبس النفس لمدة ثانيتين وإطلاق الزفير ببطء شديدبأربع ثوان أخرى وهذا يؤدي إلى الاسترخاء،يمكن القيام بهذا التمرين لمدة خمس دقائق للتخلص من التوتر.
-الضوضاء البيضاء: تساعد بعض أنواع الموسيقا على الشعور بالاسترخاء،لكن الضوضاء البيضاء تساعد كثيراً في عملية الاسترخاء والقدرة على العمل والمذاكرة. التأمل:جلسة تأمل لمدة ربع ساعة قادرة على استعادة النشاط والاسترخاء.
-المشي:كثيرون يجدون في المشي وسيلة مهمة للاسترخاء والشعور بالراحة.
مادور الأهل في تخفيف القلق الامتحاني؟
-توفير جو عائلي هادئ ومستقر يعطي شعوراً بالطمأنينة.
-تحضير الأبناء لاستقبال الامتحان بشكل طبيعي ومريح منذ بداية العام.
-عدم إظهار الخوف والقلق أمام الأبناء.
-زرع الثقة بقدرات الأبناء وتشجيعهم على الدراسة مبتعدين عن التوبيخ والضغط الذي يضعف ثقتهم بأنفسهم ما يولد لديهم القلق والخوف والإحباط.
-عدم مقارنة أبنائهم بالآخرين من زملائهم المتفوقين،لأنه قد يحبطهم ويعيق إنجازهم.
-عدم فرض طموح الأهل على الأبناء وإهمال ميولهم ورغباتهم وإمكانياتهم.
-الإصغاء من قبل الأهل للأبناء وتفهم قلقهم والتعامل مع هذا القلق بشكل إيجابي.
جينا يحيى

المزيد...
آخر الأخبار