بعد موجة الغلاء الأخيرة التي اجتاحت الأسواق وعلى إثرها حلقت الأسعار عالياً ، لم يعد بمقدور حتى المواطن المقتدر مادياً الحصول أو الاكتفاء منها، وأصبحت المواد الأساسية صعبة المنال وخاصة المواد الغذائية ، حيث شهدت الخضار والفواكه ارتفاعاً ملحوظاً ومرهقاً في أسعارها نتيجة عدة عوامل أهمها قلة توافرها في الأسواق وتحكم التجار بأسعارها بعد الصعود الصاروخي لأسعار صرف الدولار .
واليوم ثمة انفراج مريح في ما يخص أسعار بعض المواد وخاصة الخضار والألبان والأجبان والبيض ، فالمواطنون قبل حلول شهر رمضان توقعوا كما جرت العادة حصول ارتفاع لأسعار جميع المواد الغذائية نتيجة رغبة التجار باستغلال هذا الشهر من أجل زيادة أرباحهم ،وبنفس الوقت لايمكن إنكار أن الأسعار لما تزل دون طموحات المواطنين ،ويعدونها إلى اليوم مجحفة بحق المستهلك وينبغي أن تكون أقل بكثير نظراً لموسم الخير والأمطار الوفيرة هذا العام .
الأسعار التموينية
فالنشرة الأخيرة الخاصة بأسعار الخضار والبيض واللحم الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك أظهرت أن أسعار البيض تراوحت بين 910و1000ليرة والفروج الحي 925ليرة والفروج المذبوح 1175ليرة أما بالنسبة للخضار والفواكه فقد تراوحت أسعار البطاطا بين 210و230 ليرة والكوسا بين 120-210، الباذنجان 340ليرة الخيار110- 240 ليرة، الفليفلة 350-420ليرة، البصل 150-300ليرة، الفاصولياء480ليرة، الليمون 150-270ليرة والتفاح 180-360ليرة ،أما أسعار الألبان والأجبان فبقيت محافظة على استقرارها نوعا ما ،حيث اللبن 300-350 ليرة للكيلو الواحد حسب الجودة ،والحليب 175ليرة والجبنة بين950-1200ليرة ،وبالنسبة للرز بين 350-475ليرة والسكر لم يتغير سعره 250ليرة والبرغل 350ليرة .
جولة ميدانية
ومن خلال جولتنا في أسواق سلمية وبعد مرور أكثر من عشرة أيام في رمضان تبين استقرار في معظم أسعار المواد كما لوحظت حركة شرائية جيدة وإقبال أفضل على مختلف أنواع السلع الغذائية وغير الغذائية وتسوق بكميات أكبر من السابق ،حيث أصبح المواطن يشعر بارتياح أكبر تجاه التحسن الذي طال أسعار الخضار بعد أن اكتوى بلهيبها منذ أشهر ،وأصبح اليوم أقدر على الحصول على حاجته من الخضار والمواد الأخرى.
المواطنون :نرجو تخفيضاً
أغلب الذين التقيناهم عدوا أن المواد التي تم تخفيض أسعارها لاتشكل سوى نسبة قليلة جداً من المواد الضرورية التي يحتاجها كل بيت ،بينما بقيت كثير من المواد الغذائية دون الطموح ولا سيما الفروج واللحوم والتمور والمعجنات والزيوت والسمنة ،حيث لم تحرك ساكناً ولم تتراجع ،وكذلك الحال بالنسبة للمنظفات والمناديل الورقية والمتة والسكر والرز ،وثمة مطلب بضرورة التركيز على الدور الكبير الذي يجب أن تمارسه منافذ البيع للمستهلك وصالات السورية للتجارة والمنتشرة بكثرة من أجل السيطرة على الأسعار وحماية المستهلك من تحكم التجار بالأسعار واستغلال هذا الشهر الكريم.
ولا سيما أن هذه الصالات تغص بمختلف أنواع السلع والمواد سواء الغذائية وغير الغذائية ،فلماذا لا يتم تخفيض أسعارها من أجل تمكن المواطنين من الإقبال عليها وبنفس الوقت تحقيق نسبة مبيعات جيدة للمواطن .
مديرية حماية المستهلك :تحرير أسعار معظم المواد هو سبب المشكلة
لم يعد خافياً على أحد أن معظم المواد والسلع في الأسواق أسعارها محررة وخاضعة لقانون السوق حسب العرض والطلب ، الأمر الذي جعلها خارج السيطرة وصعبة الضبط ،حيث المتحكم الأول والأخير هو قانون السوق ، فالأسعار يحددها العرض والطلب إضافة لتحكم التجار بالأسعار حسب سعر صرف الدولار وينحصر دور العناصر التموينية في هذه الحالة على الرقابة، على ضبط الفواتير والتشديد على الإعلان عن الأسعار وضبط المواد المغشوشة ومنتهية الصلاحية وغير الملائمة للاستهلاك البشري .
محمد عيزوقي رئيس شعبة تموين سلمية يقول :رغم قلة العناصر وعدم توافر سيارة لجولات المراقبين التموينيين إلا أننا نحاول قدر المستطاع في شهر رمضان وفي كل الشهور ضبط المخالفات التي يتعمد أصحابها افتعالها ، وقد وصلت خلال الشهر الماضي إلى 62ضبطاً تموينياً شمل الاتجار بمادة الخبز التمويني وعدم الإعلان عن الأسعار،والبيع بسعر زائد للغاز المنزلي وعدم إبراز الفاتورة ، وعدم التقيد بلوائح توزيع الغاز ، وحيازة مواد منتهية الصلاحية ،وتعبئة بوابير غاز بدون ترخيص والتوقف عن العمل بدون علم مسبق .
سلاف زهرة