عادل إمام يصادر الفضاء العربي

في عصر الفضاء المفتوح تتزاحم وتتنافس الفضائيات العربية تدخل في حيرة ,فأي فيلم تشاهد أو أي عمل درامي يستحق المتابعة؟ وهل يمكن أن يغريك برنامج فكري أو ثقافي بالمتابعة؟ وأمام هذا الكم الهائل من المحطات بهذا الفضاء المفتوح على فضائيات لا تعد ولا تحصى تصعق بأن الفنان عادل إمام يصادر الفضاء العربي.
عادل..يختصر السينما العربية
وأنت تقلب المحطات غير معروفة العدد وتحديداً المحطات التي اتسمت بعرض الأفلام السينمائية ,وأينما اتجهت إلى أي محطة يطل عليك الفنان عادل إمام بفيلم ما قديم أو حديث وكأن السينما العربية قد اختزلت بشخصه وفنه ,لست هنا بصدد قراءة نقدية لأعماله السينمائية أو الدرامية ,ولكن المكتبة السينمائية العربية ضخمة جداً بأفلامها الرفيعة المستوى سواء على صعيد البنية الدرامية السينمائية أو على صعيد الإخراج والتكنيك والتمثيل ,فالسؤال برسم أصحاب المحطات الفضائية ,لمَ عادل إمام دون باقي الفنانين والمخرجين الرائعين ذوي السمعة العربية والعالمية ,فهل يعقل بأن الشاشة الفضائية لم تعد تتسع إلا لعادل إمام ,رغم أن الفنان عادل إمام قدم مواضيع وشخصيات متنوعة بدأ بشخصية جيمس بوند ,بفيلم (الأنثى والنمر) وكأنه يحمل بنية جسدية تماثل (سلفستر ستالون)إلى شخصية الدنجوان بفيلم(السفارة بالعمارة) وكأنه الفنان الفرنسي الوسيم (الآن ديلون) ,نحن أمام إشكالية فنية فكرية ,فهل يعقل بأن هذا الفنان رغم تنوع الموضوعات التي تصدى لها, بات يختزل النجومية بالوطن العربي؟
في الدراما …
عندما تراجع الحضور الجماهيري للسينما ,وذلك لعدة أسباب ,أهمها عدم تحديث صالات السينما المهملة منذ زمن بعيد ,وارتفاع سعر تذكرة الدخول,والأهم من هذا وذاك هو أن التلفاز قد أحضر السينما إلى بيتك ,ولم تعد صالة السينما تغري عشاق الشاشة الفضية ,فبات التلفاز هو الضيف الدائم للأسرة ,ويمكنك أن تتابع سينما أو دراما ,وأمام سيل جارف من الأعمال الدرامية تكتشف ودون عناء بأن النجم الأسطوري عادل إمام قد أدرك بذكائه بأن الدراما هي التي تخطف أبصار المشاهدين فأصبح دائم الحضور من مسلسل (فرقة عطا الله)إلى (عوالم خفية) إلى (عفاريت علام) إلى…. إلى….وكأنه كل سنة يجب أن يطل علينا من خلال التلفاز، ومن يتابع مجموعة الأعمال الدرامية التي صنعت خصيصاً له تناسب مقدراته الاستثنائية من البطل القومي إلى الرجل الخفي الذي (يدوخ) البوليس والأمن ويلعب بالبيضة والحجر، يعلم أنه في بداية التسعينات من القرن الماضي قدم مسلسل (أحلام الفتى الطائر) وحصد نجاحاً يضاف إلى نجاحه المسرحي بعد مسرحية (مدرسة المشاغبين) ولكن الأهم تقديمه عمله المسرحي الرائع (شاهد ماشفش حاجة) وأعتقد بأنه أهم عمل فني سيخلد اسمه في الذاكرة الفنية ,رغم تقديمه مسرحية (الزعيم) ,لقد نوع الفنان عادل إمام قنوات تواصله مع الناس من السينما إلى المسرح إلى الدراما التي تحظى بأوسع شريحة من الناس,بل إنه أصبح دائم الحضور للشعب المصري فتارة هو مصلح اجتماعي وتارة هو سياسي من الطراز النادر ,حتى إن الشارع المصري بدأ يتناول دعابة تلخص حضوره على كافة الأصعدة الإنسانية ,وهي تقول : (طلبنا من الله (إمام عادل) فهبط علينا عادل إمام) ,ولكن رغم ذلك لا يحق له أن يصادر فضاءنا وكأنه يختزل الفن والفنانين بشخصه وفنه .
محمد أحمد خوجة

 

المزيد...
آخر الأخبار