إن ضغوط الامتحانات شر لابد منه هذه الأيام، فترة التحضير والاستعداد له، ما يجعل الطلاب في مواجهة متزايدة مع القلق، وقد يكون مصدره الأهل أنفسهم ، فبعضهم يبالغون في درجة الخوف من تجاوز أبنائهم الامتحان بسلام، ويحسبون له ألف حساب، وينقلون هذا الخوف إلى أولادهم، وقد تصبح مجرد كلمة امتحان مرتبطة بالقلق والتوتر الشديدين، لاسيما أن ازدياد القلق له آثار سلبية أكثر مما هي إيجابية حيث تزيد من عدم التركيز على الدراسة وابتعاد الأهل عن أجواء الراحة والأمان .
كيف نخفف من قلقنا إزاء الامتحان؟
فالقلق حالة نفسية تعتري الطلاب قبل الامتحان وأثناءه وبعده ،وقد يكون طبيعياً مقبولاً لدى البعض، فيولد لديه الحماس والحث على النجاح والجدية في الدراسة ،وقد يتحول إلى قلق مرضي يتسم بانفعالات نفسية وأعراض فيزيولوجية مثل الشعور بالوهن وضيق التنفس والأرق وفقدان الشهية وسرعة التنفس وخفقان القلب والغثيان وارتعاش اليدين وكثرة التفكير بالامتحان ونتائجه المرتقبة . وقد يكون للطالب أسبابه التي تدفعه للقلق خاصة في حال توفر الشخصية القلقة في تركيبها وعدم الاستقرار النفسي والعقلي للامتحان ،إضافة إلى تصورات وتمثلات خاطئة عنه واحساس الطالب بأنه موضع الاختبار والتقييم.
كما تلعب الأسرة دوراً كبيراً في تزايد القلق لدى أبنائها إزاء الامتحان كتخويفها من الرسوب والتلويح بالعقاب وزرع الرهبة منه وغياب التوجيه النفسي والدراسي السليم.
نحن كآباء كيف نعالج قلق الامتحان؟
أسماء الصالح خريجة كلية التربية تعتبر أن من واجب الأسرة في الفترة التي تسبق الامتحان وأثناءها أن تعزز الثقة في نفوس الأبناء وعليها أن تثني على الجهد الدراسي والبعد عن المقارنة بالأقران والتغذية السليمة وإتاحة جو الراحة والأمان للدراسة وتدريب الطالب على الاسترخاء النفسي والعقلي لاسيما لدى الطالب شديد التوتر ،وعليها اعتماد طريقة التخيل لصورة عقلية إيجابية عن الامتحان عكس الصورة المخيفة التي رسمها في عقله.
بعض المدرسين يرجحون السبب الأساسي لقلق الطلاب من الامتحان إلى عدم إلمامهم بالدروس الإلمام الكافي لمراجعتها بفعالية وتركيز جيدين .
منهم خالد عيسى مدرس مادة الفيزياء، يقول:إن كثيراً من الطلاب يقعون في فخ التأخر في الدراسة حتى الأيام الأخيرة التي تفصل الامتحان فيقعون مرتبكين مضطربين أمام كم هائل من الدروس وإن راجعوا لاتثمر جهودهم، فكثير منهم يفهم أن المراجعة هي قراءة سريعة للدروس وإنما هي في الواقع على درجة كبيرة من الأهمية حيث تكمن أهميتها في اختصار الوقت والجهد وتثبيت المعلومات ويسرة عملية استدعاءها وتزيد من الثقة بالنفس .
كيف يجب أن يراجع الطلاب دروسهم ؟
أحد المدرسين أكد على الطريقة المثلى في مراجعة المواد العلمية حيث تتمثل في إعداد جدول مراجعة يومي لمادتين علميتين وذلك بالإلمام بالأساسيات والقواعد والخاصيات والمفاهيم والتعريفات العلمية وممارستها على امثلة الدروس والكتاب وحل تمارين الكتاب.
أحد مدرسي مرحلة التعليم الأساسي ينصح الطلاب بالتنويع في المراجعة شكلاً ومضموناً كالانتقال من مادة أدبية إلى مادة علمية ،ومن الحفظ الى حل التمارين فهو بمثابة استراحة للذهن .
ويجب أن تكون المراجعات متقاربة في الزمن كي لاينسى الطالب ما درسه آخر مرة وحتى يكون أقرب للذاكرة ،مع ضرورة اختيار المكان والوقت المناسب للمراجعة .
كما أن ثمة مهارات للمراجعة وطرق علمية لممارستها تهدف إلى تحصيل الطالب مهارة استدعاء المعلومات وتجميعها لضمان التعلم طويل المدى وليس مجرد المراجعة لإجراء الامتحان .
نصائح قبل أول يوم امتحاني
وبالعودة إلى الجانب النفسي تقول خريجة التربية أنه من الضروري الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية أثناء فترة التحضير للامتحان ومراجعة الدروس ،وقبل الامتحان بيوم يجب عدم إرهاق النفس بالتفكير بالامتحان، مع تهيئة الأدوات اللازمة والقيام بنشاط ترفيهي بسيط خارج المنزل لفترة قصيرة للترويح عن النفس ،والنوم وقت كافٍ قبل أول يوم في الامتحان.
سلاف علي زهرة