هي نوع من أنواع الطب البديل, وتجمع بين القديم والحديث, كانوا وما زالوا يتداوون بها كعلاج لكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان.
اكتشفت بعض الآثار التي تدل على استخدامها كالنقوش في مقبرة / توت عنخ آمون / ، الفرعون المصري أي إنها تعود لأكثر من خمسة آلاف عام , واستخدمها الصينيون والهنود والبابليون والرومان واليونانيون والعرب قبل الإسلام , والمسلمون , واشتهر بعض العلماء بدراستها وتطويرها وتدوينها مثل: ابن سينا ، الزهراوي ـ البغدادي, واستعملوا بعض الأدوات البدائية البسيطة مثل الكؤوس المعدنية , وقرون الثيران.. بعض الدول الأوربية أخذت الحجامة عن المسلمين , حتى القرن العشرين حيث تركوها نتيجة التطور العلمي والطبي الذي حصل , وعاد بعضهم لاستخدامها بسبب الآثار الضارة للمواد الكيماوية الداخلة في الأدوية, وطوّروها وحدّثوها, وتدرّس الآن في الكثير من الجامعات الأوربية والعربية, ويستخدم الكمبيوتر في الطب الحديث لتحديد أماكنها.
حول هذا الموضوع أجريت الحوار الآتي مع عبد المعين الصخري الذي يعمل في هذا المجال وشرح بعض الخصائص , ومنافع وضرورة الحجامة, مع العلم أن عمله الأساسي الذي يكسب رزقه منه هو التنجيد, ومارس الحجامة لأكثر من /25/ سنة.
بداية قال : الحجامة هي طب قديم جداً, واقٍ لكثير من الأمراض, استخدمت منذ زمن بعيد للوقاية والحماية من الأمراض, وهي بنفس الوقت علاج هام وضروري , وقد شدد الرسول الكريم /ص/ عليها وأمر بتطبيقها بموعدها ونظامها وشروطها والدقة في أدائها, ومن أقواله في هذا المجال: الحجامة فيها شفاء وبركة , وتنفع من كل داء ، وخير ما تداويتم به الحجامة.
وعن أنواعها قال الصخري: لها عدة أنواع , الجافة , الرطبة , المتزحلقة/ تتم بوضع الزيت لتحريك الكؤوس أثناء العملية من أجل التدليك / .نسيها بعض الناس لفترة من الزمن وعادوا إليها من جديد , ولدي ازدحام كبير بسبب وقتها المحتوم، والمشكلة الأساسية لدى الكثيرين ممن يعملون بها أنهم عبثوا بأدائها وأساؤوا لهذا الطب البديل.
وحول شروطها قال : يجب على من يريد القيام بها أن يمتنع عن الطعام والشراب على الأقل قبل /12/ ساعة, حتى تبقى المعدة هادئة وكذلك عدم الاستحمام لأن ذلك يسبب نشاطاً في الدورة الدموية, وعدم تناول الأدوية وبشكل خاص مايميّع الدم, وللحجامة كاسات خاصة, وإذا لم تستخدم في مكانها المعروف فإن النتائج ستكون سلبية وسيئة . وهناك من يستخدم الشفاطات السريعة وهذا خطأ. أما عن عملية الحجامة ومحاذيرها فقال الصخري: بالنسبة لمكان وضع الكاسات على الجسم فهو مكان دقيق جداً, بين الكاهل والعمود الفقري , فبينهما مقبرة نفايات الدم ومجالها /10سم2/ يتخللها تجويفة لاتتجاوز /1 سم2/ في كل جهة , يتم وضع كل كأس فوق التجويفة ضمن مساحة الـ /10سم2/ والتي تخلو من الأعصاب والشرايين, وكل كأس توضع في مكانها قبل تجريح الجلد لمدة تسع دقائق تتوالى على ثلاث مراحل , كل مرحلة ثلاث دقائق والهدف من ذلك اكتمال الدورة الدموية في الجسم إلى /36/ مرة , فهذا هو النصاب لاستخراج ماعلق بكأسي الحجامة من الكريات المتهالكة والشحوم التي تعيق حيوية الدورة الدموية, والمسببة لكثير من المخاطر ولايخرج معها من الكريات البيضاء إلا القليل, فتزداد المناعة في الجسم ضد الأمراض المستقبلية, أما في حال تم وضع الكأس فوق العمود الفقري وتجريح المكان بالمشرط أو الشفرة فيكون تأثيرها سلبياً على النخاع الشوكي والأوتار العصبية , وإذا وضعت في أي مكان آخر فوق العظم أو بالعنق أو الرأس فقد تكون سبباً في إتلاف بعض الأوعية الدموية أو الشرايين والأنسجة العصبية, وعلى المحجوم الامتناع عن تناول الحليب ومشتقاته لمدة /24/ ساعة بعد العملية , فمادة الحليب العنصر والمسبب الرئيسي لتراكم الشحوم في الدورة الدموية بعد تنقيتها مما كان عالق بها, فتتلقف منها مايزيد عن حاجتها عبر مايصلها من المعدة وقد يتأثر ضغط الدم بهذه المادة، وهذه الأمور خضعت للتحاليل المخبرية وأثبتت جدواها.
وأردف قائلاً: أما عن وقت الحجامة فيجب أن تجرى في مناخ ربيعي معتدل، لايخضع لأية عوامل متقلبة تؤثر في جريان الدورة الدموية، فهي تخضع لعوامل فلكية ومرتبطة بالمد والجزر، وتجرى حسب الأشهر القمرية أو مايقابلها من الميلادية، فلا تصح بين 1-15 من الشهر القمري، لأن الدورة الدموية مرتبطة بالعوامل الفلكية وتكون في أوج نشاطها، فلا يستخرج مما تحمله من الكريات الثقيلة أو الهرمة أو ماتجرفه معها من الشحوم الثلاثية المسببة لهلاك الجسم البشري، والمطلوب بأدائها هو هدوء الدورة الدموية، ففي هدوئها تستخرج هذه العوالق، وقد ثبت أنه من 16 من الشهر القمري ولغاية 29 منه تكون في حالة هدوء. ولكل بلد في العالم خصوصيته من حيث المناخ، ففي البلاد الحارة والجافة كبلدان أفريقيا تُجرى في شباط وآذار، وفي البلدان الباردة تُجرى في الشهر الخامس والسادس، أو مايوافقهما في الأشهر القمرية، أما في بلادنا ففصل الربيع هو أفضل وقت لها.
وتابع قائلاً: أما عن فوائد الحجامة، فهي علاج لكثير من الأمراض التي يتعرض لها الجسم البشري، ومنها تصلب الشرايين، وآلام الشقيقة، وتشنج الأعصاب وتكاثف الشحوم الثلاثية والروماتيزم، والديسك، وتساعد على زيادة الحيوانات المنوية عند الإنسان الذي يعاني من نقصها، وتفيد في خفض سكر الدم، والاستقرار في الضغط، وليس لها أي أعراض سلبية إذا طُبقت بشكل صحيح وسليم، وفي النهاية الشافي هو الله.
مجيب بصو