هادي فتى ريفي .. يسكن مع والدته في أطراف قرية تطل على غابة كثيفة الأشجار.
هادي .. لديه كلب صغير يحبه ويأنس له ، يرافقه أينما ذهب واتجه .
فكّر هادي أن يساعد أمه في مصروف البيت لأن والدته تعمل في حقول القرية بأجور زهيدة وصحتها تتراجع يوماً بعد يوم .
حدث كلبه (سم سم) وهو يداعبه :
(سم سم) يا صديقي أتمنى أن أعمل لأساعد أمي في المصروف ، أمي ليست قادرة على العمل فهي مريضة .. أنا أحبها وأريد أن أساعدها .. لكن كيف …!!
نظر إليه ( سم سم ) وكأنه عرف ما يقوله هادي .
-هوّ هوّ .. أنا سوف أساعدك .
تركه ( سم سم ) وراح .. غاب وابتعد .. فتش عنه هادي .. ناداه فما من مجيب ..
مشى ( سم سم ) في القرية ، وعلى ضفة النهر … فوجد بائع حلوى .. توقف أمامه ، وقال :
-لا .. لا لا يناسب هادي هذا العمل ، لأنني سوف أرافقه .. ابتعد ومشى .. توقف عند بائع جوال نظر إليه .. لا .. هذا لا عمل لديه ولا يحتاج لأحد يساعده .
دخل الغابة .. سار بين الأشجار فسمع صوت مطرقة ، ومنشار ..
قال يحدث نفسه :
-ما هذا .. سأتبع الصوت ، علني أجد طلبي ..
اقترب من الصوت ، فرأى رجلاً يحتطب ، ثم يجمع الحطب ويقطعه ..
فتمتم يقول :
-هذا ما أريده .. هادي يجب أن يعمل معه .. أراه يحتاج لمساعد .
ركض (سم سم ) مسرعاً إلى هادي .. استقبله هادي وهو يقول له :
-أين كنت ( سم سم ) صديقي أنا أفتقدتك .
هوّ.. هوّ .. هوّ ومشى . ثم أومأ إليه ليتبعه .
ماذا جرى قل لي..
ركض ( سم سم ) متجهاً نحو الغابة .. تبعه هادي وسارا متجهين إلى الغابة .
إلى أن توقف ( سم سم ) أمام الرجل الذي يحتطب .
اقترب ( سم سم ) من هادي ورفع رأسه وكأنه يقول له :
هوّ .. هوّ .. هذا هو العمل … هذا هو العمل .
فهم هادي ما يقصده كلبه الذكي ، سأل الرجل :
-هل تريد مساعدة .
-أجل .. أتريد أن تساعدني … وتعمل معي
-نعم .. يا عم .. أود ذلك .
-تعال .. واعمل معي ، وما اسمك ( اسمي هادي .. شكراً يا عم ).
عمل معه طيلة يومه ( وسم سم ) إلى جانبه يلهو ويلعب ..
أعطاه الحطاب بعض النقود وقال له :
تعال في الغد يا هادي لتعمل معي .. فأنت فتى مهذب وذكي
عاد هادي مع كلبه الذكي .. سعيداً فرحاً .. لأنه وجد عملاً كما تمنى وأراد.
رامية الملوحي