للثأر وجه ملوث بالبشاعة والقبح ,والثأر مسلح دائماً بالحق (كما يدعي) ولهذا يستبسل في السعي للثأر من خصومه ,وكأن الخلاف قد حدث البارحة ,فيتصرف بحقد وضغينة ,هذا ما حاول أن يقوله العمل الدرامي اللبناني (مافيي) .
نص …والثغرات.
كتبت هذا العمل الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان، ولها أعمال كثيرة عرضت تحديداً على الفضائيات اللبنانية ,ورغم أنها قد كتبت الكثير من الأعمال ولكن للأسف لم يرتق هذا المسلسل للنضج الفني والفكري ,ولا أخفي دهشتي عندما شركات الإنتاج تتبنى أعمالها … هل غياب الكتاب المبدعين في الساحة اللبنانية هو السبب …؟ربما ولكن ما قدمته من شكل حكائي يحمل من السذاجة والتسطح الكثير الشخصيات النمطية المسطحة ,فهي شخصيات ذات وجه واحد , شريرة على طول الخط ,أو خيرة بشكل ساذج. تقدم الكاتبة عالماً من التوهم والفبركة التي لا تخضع لعقل أو منطق,لغة الحوار تماثل التسطح الذي قدمته ,نسجت حكايتها من خلال صراع بين العائلتين واحدة سورية والثانية لبنانية ,العائلة السورية يُقتل منها الأب والأم بظروف غامضة ودون أن يعرف أحد هوية القاتل ..ودوافعه ..؟ولأن العائلة السورية تمت بصلة قربى, الخالة (نادين خوري) هي زوجة أخ للعائلة اللبنانية ,ولعب دور الجد (الأخ) الفنان (أحمد الزين) الذي يستميت بالدفاع عن أرث العائلة ويرفض أن يعطي زوجة أخيه نصيبها من الميراث لأنها غريبة عن البلد ,وتتطور الأحداث لتقدم لنا قصة حب بين حفيدة وهي ابنة الفنان (بير داغر) ولعبت دورها ملكة جمال اللبنانية (فاليري أبو شقرا) مع الشاب السوري ابن أخت الخالة ,ولعب دوره الفنان (معتصم النهار). نعم هي علاقة حب ولدت من رحم حالة العداء بين العائلتين ,وتكشف لنا بأن (بير داغر ) كان على علاقة حب مع أم (معتصم النهار) وربما هو المسؤول عن مقتل الأب والأم ,لن أسترسل أكثر في تقديم بعض من هذه الخلطة الغريبة العجيبة من الدراما ,هي حالة من الهلوسة الفكرية والفنية .
من صنع هذه الدراما …؟
للأسف الشديد من توقع على إخراج هذا العمل هي المخرجة المبدعة رشا هشام شربتجي التي قدمت أعمالاً بغاية الروعة والتكنيك الإخراجي نذكر منها (غزلان في غابة الذئاب و قانون ولكن ) ,حتى قيل في الوسط الفني بأن رشا قد تفوقت على والدها وأستاذها هشام شربتجي ,ولكن في هذا العمل لم تكن أكثر من مخرج منفذ، فقد ظهرت أخطاء كثيرة ,أذكر بعضاً منها , مشهد تدخل فيه بطلة العمل الفنانة (فاليري أبو شقرا) إلى منزل والمطر يهطل بغزارة وهي لم يبلل شعرها الذي قدم بأحلى تسريحة,وهي لا تحمل لا مظلة ولا أي شيء يصد عنها المطر,ومشهد آخر الفنانة (زينة مكي)تصدم مجموعة أطفال كانت تقود دراجة هوائية ,فيظهر الدم على مقدمة السيارة ,وفي لقطة ثانية لنفس المشهد نجد بأن آثار الدم في مكان آخر من السيارة ,وعندما يصل الخبر لبيت الجد (احمد الزين) يظهر الخوف على وجه والد الفتاة (بير داغر) ويسأل عن مصير ابنته (زينة مكي) فيجيب الجد بأن ابنته بخير رغم أن الأب هو من أعلم الجد بحادث ابنته ,إن هذا العمل لا يمت لرشا شربتجي بصلة إلا إذا كان المردود المادي مغرياً لدرجة. والفجيعة هي أن هذا العمل تجاوز (45)حلقة. بقي أن نذكر بأن شركة الصباح هي الشركة المنتجة وآسف إذ أقول بأنها لم تقدم عملاً درامياً يدخل الذاكرة الفنية.
نجوم بلا أضواء
لعب دور البطولة المطلقة الفنان الشاب معتصم النهار وهي البطولة المطلقة الأولى له في عالم الدراما ويستحق هذا وقد أثبت حضوره كنجم رغم بؤس النص الدامي,الفنانة فاليري أبو شقرا حاولت أن تقدم أفضل ما عندها ولو أنني أراها أجمل في عالم الجمال والموضة ,الفنانة نادين خوري فنانة كبيرة تطوع أي شخصية لبراعتها الفنية, الفنانة روزينا لاذقاني (يقال إنها ابنته مدينة حماة) تتطور بشكل لافت للنظر وخصوصاً أنها شاركت الفنان النجم تيم حسن مسلسل (الهيبة)الجزءالأول والثاني,الفنان محمد قنوع ترك حضوراً ومعه الفنانة رواد عليو التي غابت زمناً عن الدراما.
محمد أحمد خوجة