لقد مرت على سورية الحبيبة ثماني سنوات عجاف قاسيات وباردات وجافات، وكان فيها الكثير من الصعاب والآلام والأحزان التي لم تترك مواطناً سورياً إلا وزارته في إحدى الأيام، إنها الأزمة اللعينة التي صنعها ودعمها دعاة القتل والإرهاب الذين أرادوا قتل الإنسان وتدمير الأحلام وحرق المساجد والمؤسسات وإيذاء الآباء والأمهات والأبناء، فبعد كل هذه الأعمال والأفعال فقدنا الكثير من الأحلام والطموحات وخسرنا الطفولة البريئة التي اغتالها الإرهاب وبتنا نبحث في كل الزوايا عن أصوات ورنات ضحكات الأطفال الجميلة التي اعتدنا أن نسمعها من أفواه أطفالنا الأعزاء، لقد ضاقت الأيام وتعبت الأحوال ودخل اليأس إلى نفوس الناس الفقراء وباتوا قلقين مهمومين مما سيأتيهم في قادم الأيام، فهل سيستقبلون شهيدا عزيزا أم سيودعون ابنا بارا أم سيسمعون خبرا سيئا عن حادثة اختطاف أو قتل أو انفجار أودى بحياة الكثير من الناس أم سيسمعوا أصوات إطلاق الرصاص في كل الشوارع والحارات؟ وهل سيكفيهم مرتبهم الشهري لعشرة أيام؟ وكيف سيكملون ما تبقى بدون مال فمن سيقرضهم لإطعام أبنائهم الصغار؟ ومن سيعينهم لشراء ما تبقى من الحاجيات؟ فالمطالب كثيرة والنقود قليلة وهي لا تكفي لشراء إلا الأقليات وها قد اقترب شهر المؤونة الشتوية الذي تزداد معه الهموم والمشاق فالكل يحتاج إليها ولايستطيع الاستغناء عنها ولكن كيف والغلاء سيطر على الأسواق التي تحكم فيها احتكار التجار الذين لا يهمهم إلا تحقيق الأرباح ومهما كانت الأسباب ولا يشغلهم لاهم المواطن ولا جوع الأطفال متذرعين بارتفاع أسعار الدولار وباكين كأنهم لا يحصلون إلا القليل من الأرباح حتى أنهم يحاولون إقناع الناس الفقراء بهذا الهراء والسخافات.
لقد خسرنا ابتسامة الأم الحنونة التي فقدت أبنائها الشباب ويالها من لحظات إنها ربتهم على محبة الوطن فكانوا كم أرادتهم أن يكونوافي الميدان، وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل نصرة هذا الوطن الحبيب لقد بتنا نبحث في وجوه الناس عن الفرح والاطمئنان ولكن لا نجدها إلا عند أقلية ممن لديهم تحسن في الأحوال فحتى الفلاح فقد الأحلام لأنه يعلم مسبقاً بأنه لن يحقق أرباحاً لأن الأسعار لن تتناسب نهائياً مع تكاليف الإنتاج، ناهيك عن عدم توافر المياه و ازدياد الغلاء، فماذا نقول بعد كل هذا الكلام لانعلم من سنتناول في حديثنا ومن نهمل فكل له أهمية الأمهات الصابرات والآباء الكادحون والأبناء الذين فقدوا الكثير من الأحلام والأطفال الصغار الذين فقدوا طفولتهم أو آبائهم وأمهاتهم الذين كانوا سر فرحهم في الحياة، إن كل شيء مهم في هذه الحياة ولكن رغما عن كل هذه الآلام لازال لدينا طموحات وآمال بأننا سننتصر وندحر الإرهاب، ولابد أن تزول هذه الغيمة السوداء وتأتي غيمة بيضاء حاملة معها كل الأفراح، ولا بد أن تزول العتمة وتشرق شمس سورية الحبيبة فقد ضحت بالكثير وصبرت وآست هي وأبناؤها الأقوياء وهي تستحق النصر بعد كل هذه التضحيات والأوجاع وإن شاء الله سيكون نصرها قريباً بهمم جيشنا الجبار حماه الله ورحم كل شهدائنا الأبرار وشفى كل جرحانا الصابرين على الأوجاع والآلام وألهم الصبر لكل من فقد عزيزاً أو قريباً والنصر لنا بمشيئة الله.
زهور رمضان
المزيد...