هيام الحموي صوت إذاعي يبعث الدفء والحماس في الروح ولصوتها رقص الفرح … تقدم برامجها بحب ومتعة وتعمل جاهدة على اختيار المواضيع الراقية الجيدة وتلتقي بشخصيات هامة مستذكرة التواريخ ليزيدنا برنامجها معرفة وفهما حول كل موضوع تطرحه…
بدأت مشوارها الإذاعي في إذاعة دمشق قبل خمسون عاماً في محطاتها الإذاعة السورية، سي إن إن، مونت كارلو، الشرق. ومن برامجها يوميات مذيعة في باريس، دردشة على ضفاف السين، نص الجو، دهب الزمان …
وأهم البرامج التي تُذاع حالياً على إذاعة شام إف إم البرنامج الصباحي الشهير «حبة مسك وحبة هيل» . والبرنامج الذي يحمل عنوان «نثرات من ذهب الزمان».
مرهفة في حسها …تستدرك الأسئلة المهمة وكأنها تدرك مايجول في خاطرنا…لتسبقنا في دلوها وتلتقط الفكرة المهمة وتبحر فيها …
صوت رافقنا زمنا طويلا في (راديو شام إف إم)
حتى أصبحت شام إف إم هي صوت هيام الحموي..
تضع بصمتها وتختار ماتراه مهماً كواجب تقوم به حتى تعطي للشخص حقه..فتجذب من يستمع إليها..
أبرقت في الغرب ولمعت عبر إذاعة مونتي كارلو الفرنسية التي كنت أستمع إليها مرارا بحب لمقدمتها دون أن أعرف أنه صوت سوري يصدح من بعيد مليء بالدفء والحنان.
بدأت الحموي مشوارها المهني من أحد أقسام الإذاعة الفرنسية الرسمية فترةً قبل أن تبدأ انطلاقتها الحقيقية مع تأسيس إذاعة «مونت كارلو» مطلع السبعينيّات، لتعمل فيها عشرين عاماً بعدها، انتقلت إلى إذاعة «الشرق»، حيث أمضت عشر سنوات، ثم عادت ثانيةً إلى «مونت كارلو». لكنها هذه المرة عملت في ظل شروط صعبة، فآثرت الاستقالة والتفرّغ نهائياً لتدريب الإذاعيّين الشباب والكتابة للصحافة في مواقع عالمية.
البعد عن الاستوديو والميكروفون كان بالنسبة إلى هيام الغربة الحقيقية أكثر من بُعدها عن سورية. لذا عادت إلى سورية بعدما تلقّت عرضاً من صاحب إذاعة «شام إف إم» سامر يوسف لإدارة الإذاعة السورية الخاصة
إن سماع الصوت الإذاعي يعمل على تحريك الخيال ويعطي تركيزاً أقوى من متابعة التلفاز المرئي..ليشتد التركيز على حاسة السمع وتتركز المعلومات بقوة في الذاكرة…
صوراً وحكايا ومواضيع تكتشفوا من خلالها كم يفيد السمع في أي مكان كنتم في سفر أو عمل أو في البيت..
خلقت الحموي لتعشق عملها وتعطيه أكثر ماتستطيع..
صوتها لايشبه شكلها السمين ماشكل لها بعضا من الحزن في حياتها…لكنها استمرت في بث هذا الحب والسعادة من قلبها عبر الإذاعة لتكون قريبة من كل شخص تبث السعادة منها للآخرين .
جميع من قامت بتدريبهم يلقبونها بـ«هيومة»، اللقب الذي يجمع كل الامتنان والحب لها..
بداية العمل
بدأت الحموي العمل في عام 1968- طالبة أدب فرنسي- مع الزميلة منى كردي التي أخبرتها بأنه في إذاعة دمشق شاغر بالقسم الفرنسي لتقديم نشرات الأخبار، ثم سافرت فرنسا، بسبب منحة دراسية كانت من العشرة الأوائل على الدفعة- و كان في الإذاعة الفرنسية قسم عربي، فكانت من أول الأصوات التي أعلنت افتتاحها. .
الأمر الذي أخذ وقتا طويلا كي يستوعبها الناس هناك لم يكن آنذاك انترنت ماجعلها تتعب وتجهد في الحصول و البحث عن المعلومة عبر المجلات والصحف كي تكون واثقة من أي معلومة ستقدمها .
«كانت الإدارة في مونت كارلو متمثلة بشخص رائع اسمه أنطوان نوفل مدير البرامج، الذي تركها بسجيتها وحريتها مدة تسعة عشر عاما ونصف العام، ولكن في النصف الأخير، تغيرت سياسة الإدارة وظهر النظام العالمي الجديد، لم يرغبوا بها الأمر الذي دفعها لترك الإذاعة …لتتلقى اتصالا من مدير إذاعة الشرق- الذي كان قد طلب منها في وقت سابق أن تعمل معه.
انتقلت هيام حينها إلى الكتابة ومراسلة الصحف والمواقع، إلى أن ظهر مدير عام إذاعة (شام إف إم) سامر يوسف، ليتصل بها في وقت يأسها
ويقول لها : (نريد أن نعمل إذاعة ونريد أن نعمل إذاعة وأنتِ فيها). فسألته: (هل تعلم كم عمري؟). أجاب (طبعا أعرف.. لأني بسمعك من لما كنت طفل صغير). فقالت له (ولكنني أضع أكثر من أغنية للسيدة فيروز في البرنامج الواحد). فقال (هذا ما أريده). وعلى هذا الأساس تم الاتفاق، وبدأ مشوارها مع إذاعة شام إف إم.
بمناسبة مرور خمسين عاماً على مسيرتها الإعلامية كرمت جمعية تاء مبسوطة الإعلامية السورية هيام حموي من خلال استقبالها بصالون تاء مبسوطة الثقافي بدمشق،الذي عبرت فيه عن الكثير من مكنوناتها وأفكارها وأكدت بأن المؤسسات والإدارات هي من تسمح للمقدم بأن يعطي الأفضل أو العكس.
يُذكر أن جمعية تاء مبسوطة هي جمعية نسائية تعنى بالأمور الاجتماعية وتنمية المرأة عبر الثقافة والفن وتشرف عليها الصحفية والكاتبة والناقدة السينمائية ديانا جبور.
من أهم الشخصيات التي تعتز بها الحموي بأنها قابلتها وحاورتها هي الكاتب السوري عبد السلام العجيلي حيث لها معه العديد من اللقاءات والحوارات، ولقائها مع الشاعر نزار قباني …كما أجرت الحموي لقاء مع الفنانة الراحلة سعاد حسني والشاعر أحمد رامي إضافة إلى لقاءاتها مع كل من الفنان الراحل وديع الصافي وزياد الرحباني والملحن السوري ابراهيم جودت….أما عن الشخصيات التي حلمت أن تلتقيها ولم يحدث قالت الحموي: لا زلت أحلم بالسيدة فيروز.
– الاهتمام والمتابعة والإقصاء سمة لازمت الحموي بشغف وحب لكي تظهر كل موهبة للعلن وكي تجعلنا نعرف أكثر عن كل الشخصيات المهمة لتطرحها عبر برامجها الصباحية والليلية…
فكم يحلو الصباح بصوتها وعذوبة برامجها ولليل سحر معها يجعلنا وكأننا ساهرون معها ومع ضيوف حلقاتها.
جنين الديوب