نلمس دائماً معنى الحدث في نتيجته ، أي من خلال مجريات عدة وقائع نحصل على نتيجة ، توضح لنا جوانب وخفايا ما كنا نمر به في حياتنا القصيرة ، وتكون دليلاً للمستقبل يستند عليها في مواقف مشابهة، لكن معظم دراسات خصائص العلاقة بين الرجل والمرأة لم تفض إلى نتائج حتمية وذلك لغموض الأنثى من جهة، ولكثرة الآراء والأفكار لدى الطرفين بما يخص هذه العلاقة.
من واقع الحياة
كل من الرجل والمرأة وخلال المراحل العمرية المتعاقبة يمرا بتجارب عديدة تحت ما يسمى الحب أو الإعجاب أو ما يشابه ، و لكن لكل منا تفسيره الخاص لهذه العلاقة ، فيقول شادي /26/ عاماً : الحب بالأساس قضية مقدسة ويجب علينا عند ثبات اختيارنا لشريك محدد أن تسقط جميع خياراتنا الأخرى ، ولكن هذا لا ينطبق على الواقع بشكل عام وعلى حياتنا الحالية بشكل خاص، لذلك أرى أنه من الممكن أن يعجب الشاب بأكثر من فتاة والفتاة كذلك ، لأننا لا نجد كل متطلباتنا لشريك واحد ، فقد أعجب بإحداهن لجمالها وبغيرها لثقافتها وأسلوب حديثها وثالثة لنسبها، وهذا ما يؤكد بأن المشاعر الإنسانية معقدة كواقع حياتنا الحالي لذلك أعتقد أن خياراً واحداً لا يكفي.
أما ماهر /34/ عاماً : فيعارض ما ذكر سعيد ويرى أن الحب لأكثر من فتاة هذا غير معقول ولا يسمى حباً بالأساس، حيث إن هذه الفكرة نابعة من عدم تفريقنا بين الحب أو الإعجاب أو الرغبة الجنسية ، وهذا خطأ فادح فهنالك فرق شاسع بين كل تلك الحالات النفسية وغيرها أيضاً والشخص الذي توجد في حياته أكثر من امرأة هو شخص لعوب ولا يمكن أن يصل إلى علاقة سوية .
عريس اللقطة
ثريا /26/ عاماً تقول : يمر بحياة أي فتاة كانت أكثر من شخص، هذا في حال طبيعتها كأنثى وهذا ما درج عليه مجتمعنا أيضاً، ويمكن أن تعجب الفتاة بأكثر من شاب في البداية لكن مع تقدم العلاقة يفوز بقلبها رجل واحد له الأفضلية على الباقيين لأنها ممكن أن تعجب بشاب من الوهلة الأولى و يجوز ألا تحب حديثه أو تصرفاته تجاه بعض مشكلات الحياة .
علاء /25/ عاماً يؤكد ما قالته ندى وبصورة أوضح حيث يقول: عندما تعجب الفتاة بأحدهم ومع تقدم هذه العلاقة، تصبح إيجابية بعض الشيء معه ، فتقبل الهدية منه وتلبي دعوة إلى مطعم أو مقهى ،لكن في حين توافر الشخص الأفضل ممكن أن يتغير كل شيء وتحول إحساسها لعريس اللقطة الجديد ، ويظل عريس الغفلة القديم وحيداً ، هذا ما حدث مع أشخاص مقربين مني.
الدراسات العلمية
عند استطلاع أكثر من رأي مختص بعلم الاجتماع والسلوكيات النفسية استخلصنا وبشكل عام أن الحياة دون حب ناقصة ولا معنى لها ، لكن من الخطر الشديد تشبيه كل من الطرفين لبعضهما -الذكر والأنثى- بصيد ثمين يحقق ما يريدانه بعيداً عن هاجس بناء الأسرة و عن هاجس أن يكونا فاعلين بالمجتمع، وإن القصص العديدة والمؤسفة التي تحدث هي نتيجة لتدهور منظومة القيم في العصر الحالي والتي تشكل ردات فعل خطيرة عند الطرفين كالتصرف على مبدأ أن يكون الرجل زير النساء، وأن تكون المرأة فاتنة لكل من حولها ،هذا علمياً تصرف طبيعي يندفع إليه الشخص الذي مر بتجارب حب فاشلة بشكل لا إرادي للدفاع عن نفسه أو لرد اعتباره لذا فإن مسؤولية الطرفين الارتقاء بهذه العلاقة والحفاظ عليها، وفرز الشوائب منها لتحصيل سعادة واجبة تساعدنا بالسير بأيامنا ضمن حماية اجتماعية في هذا التيه الذي نحياه .
المحرر
لا يعجب أحدكم من عدم فهمه الصحيح لهذه العلاقة ،لأن «فرويد» بحد ذاته اعترف بعدم فهمه لعلاقة الرجل بالمرأة والعكس بالعكس ، لكن ليكون جل همنا صحة وواقعية اختيارنا وينعكس مقدار نجاحنا عن مقدار فهمنا لأحاسيسنا ومشاعرنا ولاحترامنا لأنفسنا ولغيرنا، وأن الأمر الذي لا يختلف فيه اثنان هو أن الزواج رابط مقدس، وبسبب قدسية هذا الرابط يجب أن نعد ما استطعنا للحفاظ عليه ليكون سليماً محصناً ضد كل المؤثرات السلبية.
شريف اليازجي