استطلاع الفداء : أحلام الأطفال تذهب مع لباس العيد

 

يأتي عيد الفطر هذا العام كما أعوام ثمانية مرت على الشعب السوري لناحية أن المناسبات والأعياد أصبحت تمر مرور الكرام عنده فلا الفرح كما كان ولامعاني العيد ولا العلاقات الاجتماعية على حالها، وتأتي الظروف المعيشية القاسية لتزيد الطين بلة لا بل وكما قال عنها المواطنون (فوق الموتة عصة القبر ) فالكثير من الأسر لم تعد قادرة على التحضير لأجواء العيد بالكامل فقد استغنت عن قضايا وتحضيرات عديدة والسبب أولاً وأخيراً هو الظروف المعيشية القاسية وارتفاع الأسعار الجنوني الذي أجبر المواطن الاقتصار على الضروريات ولاسيما في وقت أصبحت أسواقنا تعيش حالة من الفوضى والاستغلال والتحكم بالأسعار لم أكن أتخيل أن يمر العيد دون التحضير له.

تخلينا عن عادات العيد
تقول هبة عاصي لم أكن أتخيل يوماً أن يأتي العيد دون أن نكون قد هيأنا التحضيرات وقمنا بشراء جميع مستلزماته إلا أنه بعد سنوات الحرب التي عشناها تخلينا عن عادات وطقوس عديدة فلا الفرحة ذاتها ولا الظروف ذاتها فمن هي الأسرة القادرة على شراء ملابس العيد لأبنائها فمثلاً أنا عندي 3 أطفال إذا أردت شراء الملابس والأحذية لن يكفيني راتب الشهر بكامله لأن أسعار الألبسة الولادية تحديداً تكوي جيوبنا وقلوبنا فتكلفة كل طفل تتراوح بين10000-13000 فسعر القميص الولادي بمفرده 3000-4000 والحذاء 300-3500 وكذلك البنطال وهذا من النوع العادي وأضافت: صحيح أنه قد نجد بضائع أسعارها مخفضة ولكنه خصصت لارتدائها مرة واحدة فهناك من يستغل المناسبة ويطرح بضائع قديمة أوتالفة مستغلاً حاجة الناس وبحثهم عن أسعار مناسبة.
لافرحة بالعيد
ماجدة استذكرت أيام ماقبل الحرب كيف كانت الأسرة تنهمك وتنشغل في العشر الأخير من شهر رمضان المبارك في الاستعدادات والتحضيرات للعيد حيث قالت: كنا نبدأ أولاً بشراء الملابس وخاصة للأطفال ثم نبدأ بتحضير أنواع مختلفة من الحلويات وتحديداً أقراص العيد ومن ثم الفواكه والفرحة تملأ قلوب الجميع أما اليوم فلا فرحة في القلوب لأن قلة قليلة من الأسر لم تفقد عزيزاً، إضافة إلى الظروف المعيشية القاسية فالغالبية بالكاد تؤمن الأولويات والحاجات الملحة اليومية من مواد استهلاكية لأن أسعار الألبسة كاوية، وكذلك الألعاب أما عن الحلويات فحدث ولاحرج وحتى صناعتها في المنزل باتت مكلفة وبتنا نحسب لها ألف حساب أيضاً أسعار الفواكه لاتقارب فمن هي الأسرة القادرة على شراء الكرز أو الموز أو الدراق لأطفالها وسعر الكيلو منها يتراوح بين 800-1200ليرة .
تزامن المناسبات يؤثر على التحضير للعيد
منى قالت تزامن العيد مع تحضير المؤونة أيضاً يؤثر على التحضيرات فقد اعتدنا على إعداد المؤونة في الصيف لمختلف أنواع الخضار الموسمية لاستهلاكها في فصل الشتاء كالفول والبازيلاء والثوم وغيرها وبالتأكيد ستكون الأسرة أمام خيارين إما إعداد هذه المؤونة أو التحضير لبعض حاجيات العيد لأننا لم نعد نرى أسراً قادرة للتحضير لجميع ما تحتاجه. التحضير بالحدود الدنيا
نجلا قالت: لا يمكنني أن أتخيل أن يمر العيد دون أن أقوم بتحضير شيء من مستلزماته حتى ولو كان بالحدود الدنيا أو شراء أي شيء يدخل البهجة إلى قلب أطفالي لطالما ارتبطت معاني العيد بفرحة الأطفال، وتابعت قائلة: أوضاعي لاتسمح بشراء الألبسة الجديدة من السوق لذا اتجهت إلى سوق البالة فمهما ارتفعت أسعارها تبقى ملاذاً للكثير من الأسر فمن الممكن أن نجد فيها ألبسة بأسعار مناسبة إلى حد ما وكذلك الحلويات يمكن صناعة أي نوع منها حتى لو كان بكميات قليلة المهم ألا نحرم طفلاً من فرحة العيد التي ينتظرونها من عام لآخر لأن أسعار الحلويات الجاهزة لاتقارب وخاصة في الأعياد حيث يقوم أصحاب المحال باستغلال المناسبة ويعملون على رفع الأسعار لتحقيق الأرباح دون وجود رادع أو رقيب.
عادات وطقوس ولّت بفعل الظروف القاسية
هدى قالت: ما يزيد الغبن في النفس أن عادات وطقوساً كثيرة تخلينا عنها كنا حريصين أشد الحرص عليها وتحديداً في الأعياد بسبب الظروف المعيشية القاسية فقد كانت لمة الأهل والأقارب والعزائم وتبادل التهاني وتقديم أصناف متنوعة من الحلويات والفواكه والطعام من عاداتنا أما اليوم فقد ولّت هذه الطقوس لأن الأسرة بالكاد تؤمن أولويات أفرادها فكيف لها أن تحافظ على العادات وتابعت حديثها: الازدحام الذي نراه في أسواقنا ليس خاصاً بالمناسبة وإنما هذا هو حال سوق مصياف بعد أن تضاعف عدد سكانها والغالبية تشتري مستلزمات ضرورية كوننا في بداية موسم الصيف.
أصحاب المحال كيف يرون حركة المواطنين؟
هاني وهو صاحب محل ألبسة قال: الحركة خفيفة بغض النظر عن المناسبة فبعد أن ارتفعت الأسعار غالبية المواطنين اتجهوا الى سوق البالة وأضاف بالتأكيد حالنا تأثر كما المواطن لناحية قلة الحركة ولكن لاذنب لنا في ارتفاع الأسعار فقد أصبح معظم أصحاب المحال يخفض من الأسعار ويرضى بالربح القليل ويضطر للبيع بالتقسيط حتى يعمل كون المحل هو مصدر الرزق الوحيد للغالبية أيضاً.
رأي أصحاب المحال
أصحاب محال بيع الحلويات أكدوا أن الحركة خفيفة إلى متوسطة حيث قالوا عادة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان تزدحم محالنا ونجد صعوبة في تأمين كافة الطلبات أما حالياً فالحركة خفيفة من الممكن أن تتحسن قبيل العيد علما أن أكثر الطلبات على الأنواع الخفيفة أو المتوسطة ولاسيما أن الحلويات شهدت مؤخراً ارتفاعاً آخر بسبب غلاء وارتفاع أسعار جميع مكوناتها أصحاب محال الخضار والفواكه أكدوا أن الطلب على الخضروات حاجة يومية وأساسية لذا لايتغير الطلب وإنما يكون التركيز من قبل المواطنين على الأصناف التي يعد سعرها مقبولاً علماً أن غالبية الخضار أسعارها مقبولة أما الفواكه فلما تزل مرتفعة والسبب أنها في بداية موسمها والكميات المعروضة قليلة إلى حد ما، فمن المؤكد أن ترتفع أسعارها ونحن نقول هذا هو واقع الأسواق والأسعار وهذا هو حال المواطنين بمناسبة أم في غير مناسبة إلا أنه في المناسبات والأعياد يزداد الغبن في نفوسنا ونستذكر عادات وطقوس غالية على قلوبنا تدخل البهجة في نفوسنا ونفوس أطفالنا أصبحنا نحسب لها ألف حساب.
نسرين سليمان

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار