في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات !
الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون، هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه !
فمن يتعامل مع إخوته على مبدأ إن زرتني زرتك وإن أعطيتني أعطيتك، وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك، ويقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصد سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات.
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك ( أو لزوجكِ) ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ولاتسمح لهم بتجاوزها فيما يخص إخوتك، فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض .
لذلك لاتسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد ، فإذا سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم.
روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك، باشتياقك له، بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك، بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه، أن تسنده قبل أن يسقط، أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك.
الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية .. ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة.
إنكم إخوة حملكم الرحم نفسه ، وأرضعتكم الأم نفسها ، وعشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من الصحن نفسه ، وشربتم من الكأس نفسها ، واحتفظتم بالذكريات نفسها ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها.
ماجدة تقول: وقعت قطيعة بيني وبين أختي منذ عشر سنوات عندما فسخت خطوبة ابنتي عن ابنها فعندما أجلس وأتذكر الأيام الجميلة التي كنا نقضيها سوية أندم على كل لحظة لم أكلم بها أختي وأسعى حالياً لإعادة المياه إلى مجاريها وأصلح الخلاف بيننا لأنه لاشيء يمكن أن يملأ الفراغ الذي تركته هذه القطيعة في قلبي.
أما أمين فيقول: شاءت الأقدار أن حصلت قطيعة بيني وبين أخي بعد أن تزوج، لكن مايؤسفني حقاً أنني لاأعلم الأسباب التي أدت إلى هذه القطيعة ولماذا أبعدته عني، والفجوة تزداد بيننا يوماً بعد يوماً وهذا يؤلمني كثيراً، حاولت أن أصلح ماجرى لكنني لم أستطع فزوجته هي الآمرة الناهية في هذا الموضوع للأسف.
أما علي فكان رأيه في قطيعة الإخوة بأنه لايوجد أي شيء في الدنيا يمكن أن يؤثر على علاقتي بإخوتي فزوجتي ليست على علاقة جيدة بهم ولا بزوجاتهم لكن لم تستطع في يوم الأيام أن تؤثر أبداً عليّ وعلى محبتي لهم، لها طريقة تفكيرها الخاصة التي لم أستطع أن أغيرها، لكن الشيء الأكثر أهمية أنني لاأزال أحافظ على ماتربيت عليه من المحبة والمشاعر المشتركة بيننا وربيت أولادي على ذلك.
وفاء تحدثت وبحسرة عن قطيعة حصلت بينها وبين إخوتها بسبب مشكلة صغيرة حصلت بينها وبين أخوها الأصغر ودخل القيل والقال بينهما وكبرت الفجوة بينهما وتضامن بعض إخوتي مع أخي الذي حصل معه الخلاف وللأسف لم يكن بين إخوتي من حاول إصلاح هذا الخلاف، حاولت أنا مراراً وتكراراً لكني لم أحصل على نتيجة بل زاد الخلاف ، أحزن كثيراً عندما أشعر ببعد بعض إخوتي عني لكن ما باليد حيلة، فالقيل والقال كان وراء زيادة الخلافات بيننا.
رأي اختصاصي:
الاختصاصية رانيا تقول عن الإخوة والقطيعة بينهم إن وجدت: محبة الإخوة لبعضهم داخل الأسرة هي صمام الأمان الذي يحمي أفرادها من التفكك ويؤمن ديمومتها ويقوي كيان المجتمع فإن حصل أي خلاف بين أفراد الأسرة يجب أن يكون عابراً أو استثنائياً ويتم إصلاحه فوراً لأن الصلح خير للجميع ويجب عدم التفريط بالإخوة مهما كانت المشكلات الواقعة بينهم لأن هذه العلاقة لاتعوض أبداً.
ربا القصير