فرحة العيد طارت مع تحليق الأسعار

 اسواق العيد 93b09

جاء العيد وعادت معه ذكريات هي أجواء وطقوس كانت كل أسرة سورية تحرص على أن تعيشها مع أولادها في العيد إلى أن بدأت الحرب على بلادنا والتي أثرت على كل جوانب حياتنا وتفاصيلها وجعلتنا نتخلى عن كثير منها مكرهين لا أبطال .. 

هذا العام كيف يستعد المواطنون في مصياف لاستقبال عيد الفطر السعيد ماذا حضروا للعيد فمن عاداتهم أن تكون العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك لشراء حاجيات العيد من ألبسة وأحذية وألعاب الأطفال وخضار وفواكه وحلويات بمختلف أشكالها وهي العنوان العريض والمميز للعيد.

عدد من المواطنين الذين التقيناهم في السوق أكدوا لنا بأنه ورغم جميع الظروف المادية والمعنوية القاسية والصعبة التي يمر بها كل السوريين لايمكنهم إلا أن يحضروا شيئاً من مستلزمات العيد حتى ولو كانت هذه التحضيرات بأبسطها وأقلها حيث قالوا المناسبات وأجواؤها وتحضيراتها اختلفت عن السابق بالكامل حيث كانت الأسرة تنهمك وتبدأ بتحضير حاجيات العيد جميعها دون استثناء قبل أيام من حلول العيد حتى أن بعض الأشخاص يفضل شراء الذهب لتقديمه كهدية، أما اليوم فبالكاد نستطيع تحضير لجانب واحد منها. هدى حاولت أن تدخل الفرحة والبهجة إلى نفوس أطفالها وقد لجأت إلى محال البالة لشراء الألبسة كونها لاتستطيع شراء الألبسة الجديدة بسبب غلاء أسعارها فهي وعلى حد قولها تحتاج إلى راتب الشهر.
أما سلاف فقالت: لم أستطع شراء الألبسة والأحذية لأطفالي فقررت صناعة الحلويات وأقراص العيد في المنزل حتى ولو بكميات قليلة لأشعرهم بأجواء العيد في حين أن حسام عمد إلى شراء الحلويات من السوق لأنه وعلى حد قوله صناعتها في المنزل أصبح مكلفاً ومربكاً حيث المواد الأساسية في صناعتها ارتفعت كثيراً عدا عن الإرباكات فشراؤها جاهزة أفضل وأقل إرباكاً.
يمكن اختيار الأصناف المناسبة
أصحاب المحال كيف يروون الحركة وإقبال الناس على شراء حاجيات العيد بدأنا من محال الألبسة الذين قالوا: صحيح أن هذا العام الحركة أفضل من الأعوام السابقة ولكنها أبداً لاتقارن بسنوات ماقبل الحرب فإن أسعار الألبسة تعد مرتفعة قياساً إلى دخل المواطن وهذا ما جعل غالبية المواطنين يلجؤون إلى سوق البالة أو إلى محال تبيع بالتقسيط وفي سوق البالة فعلاً لاحظنا حركة جيدة وقد استعدت جميعها من خلال عرض بضائع مخصصة للعيد وبأسعار معقولة وخيارات واسعة.
يقول صاحب أحد هذه المحال يعد الإقبال جيداً والسبب هو جودة البضائع مع أسعار مناسبة حيث يمكن للمواطن أن يشتري لأولاده ما يدخل الفرحة إلى قلوبهم وبنفس الوقت يؤمن لهم حاجياتهم ونحن حرصنا على انتقاء الأفضل منها أما اصحاب محال الأحذية فقالوا الحركة التي تشهدها محالنا غير مرتبطة بالعيد والتحضير له وإنما أغلب ممن جاؤوا ليشتروا هم بحاجة لها كون موسم الصيف في بدايته، سامر وهو صاحب محل لبيع الألعاب قال الطلب على الألعاب قليل إلى حد ما في هذه المناسبة لأن المواطن يفضل شراء أشياء يمكن أن يستفيد منها ابنه فمثلاً قطعة ثياب تعد هدية للعيد وتؤمن له حاجة من حاجياته وحتى من يطلبها يفضل انتقاء تلك التي تعد أسعارها مقبولة بغض النظر عن مواصفاتها.
هل تكون محال الحلويات أوفر حظاً؟
يقول عدنان الحركة مقبولة إلى حد ما وأفضل من السنوات السابقة وإنما الطلب في الغالب على الأصناف العادية وخاصة كعك العيد فلما تزل اسعاره مقبولة ولما يزل مرغوباً من قبل المواطن أما بقية الأصناف ففئة محدودة من تطلبها، وصلنا إلى محال الخضار والفواكه وسألنا البعض من أصحاب هذه المحال الذين أكدوا أن الطلب على الخضار يومي كونها حاجات أساسية وبالنسبة لأسعارها فهي مقبولة أما الفواكه فأسعارها لما تزل مرتفعة لأن معظمها في بداية الموسم كالكرز والمشمش والخوخ لذا الطلب قليل وغير متعلق بالتحضير للعيد.
أما رفيق صاحب محل لبيع اللحوم الحمراء قال عادة كان شراء اللحوم يعد من أساسيات التحضير للعيد كونها المادة الرئيسية في صناعة أطباق مخصصة للعيد كالمعجنات والكبة وغيرها أما بعد أن ارتفعت أسعارها فأسر كثيرة تخلت عن شرائها واتجهت إلى الفروج الذي يعد أرخص منها وهذا حسب ما نسمعه من المواطنين حتى من يشتريها فبكميات محدودة ونحن نقول بالتأكيد كل منا يريد أن يدخل الفرحة إلى قلوب ونفوس أفراد أسرته وتحديداً الأطفال الذين هم فرحة العيد ولكن تختلف الطريقة لأن الظروف المعيشية وقساوتها فرضت واقعا لايمكن تجاهله أو العيش بعيداً عنه وما نتمناه أن تتحسن الأوضاع وهذا يكون بزوال الغيمة السوداء التي حلت على بلادنا.
وكل عام وانتم بخير
نسرين سليمان

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار