صار المواطن السوري وهو يحمل أثقال متاعب الحياة والأزمات والمصائب التي حلّت وعصفت بوطنه من أزمة الحرب وماخلَّفته من مشكلات .. يغني مع نفسه ويردد مع المطربة فايزة أحمد «حمَّال الأسيَّة يا قلبي « فهو اذا تعديّنا القتل والخطف والدمار والنزوح والتشرد فقد جعلت تراكم الأزمات والصعوبات من ليل المواطن كليل امرىء القيس بطيء الكواكب… فهو يسهر هما ويهذي يخاطب النجوم ويهلّ العيد ويتساءل مع شاعر المتنبي عيد بأية حال عدت ياعيد ؟
لقد داخ المواطن من موجة الغلاء الفاحش التي عصفت بالأسواق وبات مسؤولونا لكثرة شكاوى المواطن في قلوبهم كقلب المتنبي في غشاء من نبال فقد علت صرخاتهم وشكواهم وما من يسمع أو يرد فهي كالنصال التي تكسرت فوق بعضها على قلب المتنبي الذي أصيب بالأرزاء…. جاء العيد على السوريين وهم مثقلين بالهموم فقد صدف في وقت يحسدون عليه فقد ارتفعت الأسعار وتضاعفت حتى وصلت إلى أرقام فلكية حتى صار المواطن يسير في الشارع في حالة هذيان ويدعو في كل مرة عقب صلاته»ربنا لاتحملنا مالا طاقة لنا به».
وصرت ترى بعضهم من يعزي نفسه ويقول الحمد لله لم أتضرر من الحرب مقارنة بمن فقد بيته أو عزيزاً له هاجر أو تغرب فكيف يكون العيد عنده غير بكاء وحزن واشتياق للغائب أو يقول ربما أنا أفضل من الذي سكن الخيام ويتمتم في سره ويقول : بسيطة بلا حلو على العيد ولا حتى فاكهة …شفة قهوة تكفي أو كاسة شاي وسكرة …لكل ضيف يعايدني وصلى الله وبارك وكل عام وأنتم بخير..
محمد مخلص حمشو
المزيد...