إلى بر الأمان

يذهب أبناؤنا هذه الأيام إلى مراكزهم لتقديم امتحان الشهادة الثانوية حاملين معهم أحلامهم وأمانيهم وأما العزيمة والإصرار فهما يخطان طريقهم إنها أيام حصاد سنين طويلة تعبوا فيها وسهروا الليالي ليصلوا إلى هذا اليوم ..
وما نراه اليوم أن هناك تطوراً كبيراً في طريقة ومنهج التعامل معهم وإن الخطوة التي قامت بها وزارة التربية منذ عدة سنوات كان لها الأثر الإيجابي الأكبر على أداء أبنائنا..نعم مانقصده الدورة التكميلية التي أقرتها وزارة التربية والتي تشكر عليها في خطوة مدروسة ولم تكن عشوائية وإن أثرها كبير لدى نفوس الطلاب.فقد ولّدت لدى الأغلبية العظمى راحة نفسية كبيرة استطاعت أن تخفف من وطأة الامتحان ورهبته على الطلاب وقد يقال كيف ذلك؟
إننا ومن خلال التعامل مع الطلاب وجدنا أن نفسياتهم مرتاحة لأنهم يدركون فيما إذا حصل معهم أمر طارئ أو توتروا في إحدى المواد فإن تعب السنين لن يذهب وأدراج الرياح، فهناك فرصة أخرى ومجالاً لاستدراك الأمر وذلك من خلال الدورة التكميلية
حقا لقد كانت بطاقة الأمان أو المعالج النفسي للطلاب فكثيراً مايتوتر هؤلاء أثناء تقديمهم للامتحان وذلك قد يؤدي على أدائهم لكنهم الآن أدركوا بأن هناك أملاً وهناك فرصة جديدة فإذا ماحدث طارئ مع أحدهم فإنه يعلم بأن لديه فرصة أخرى لإثبات جدارته بنيل الشهادة الثانوي
ولقد التقينا عدداً من الطلاب والطالبات المتقدمين للامتحان وتنوعت الآراء حول الدورة التكميلية لكن الأغلبية عبرت عن شكرها وامتنانها لوزارة التربية لأنها استطاعت تخفيف وطأة الامتحان على نفسية الطلاب من خلال هذه الدورة وقد قالت لنا إحداهن إنه بعد أن بكيت لأنني لم أكتب جيدا في اللغة الإنكليزية تذكرت قول أساتذتي لي بأن هناك دورة تكميلية ستجعل الدارس يتجاوز نكسته وستعوضه إن كان يستحق ذلك، عندما تذكرت هذه الكلمات مسحت دموعي لأنني قد تعبت كثيرا لأصل إلى هذا اليوم ولدي فرصة لإثبات جدارتي وتحقيق حلمي وسأكمل موادي بكل ثقة.
وقد عبر الكثيرون عن ارتياحهم للدورة التكميلية فقد يتعرض الطالب لظرف ما يجعله يفقد التركيز في إحدى المواد لكن التكميلية أنصفته ..وفي الضفة المقابلة كان للبعض والبعض القليل رأيٌ آخر فهم اعتبروها بأنها السبب في ارتفاع المعدلات وبأنها السبب في تساوي المستويات المتفاوتة قليلا ..
وأخيرا نقول نعم إن الحالة النفسية للطلاب مهمة جدا فالتوتر قد يقضي على نصف المعلومات ولكن بوجود هذه الدورة أدرك الطالب أنه لن يظلم ولن يذهب تعب السنوات الماضية هباء .وهذا شيء مثمن لوزارة التربية والتي نرجو أن تستمر في نهجها هذا لأنها أثبتت لطلابنا بأنها ستفعل كل مايحقق العدالة العلمية لهم وعلينا نحن أن نشيد بمثل هذه الإجراءات الثمينة التي رفعت من أهمية الطالب كإنسان فالكل يدرك مدى أهمية الحالة النفسية للطلاب والكل مدرك بأنه أحيانا قد يتعرض لظرف قاهر كان سابقا يدفع ثمنه مستقبله بأكمله.
شكرا وزارة التربية خير راع لأبنائنا.
شذى الصباغ

 

المزيد...
آخر الأخبار