الزواج المبكر والآثار المترتبة على انتشاره

 سمي سابقاً بزواج الأطفال وهو حقيقة الزواج قبل /18/ سنة وهي عادة إن صح التعبير عادة مجتمعية سيئة وينطبق هذا الزواج على كل من الفتيان والفتيات لكنه أكثر شيوعاً بين الفتيات وهذا الزواج الموجود منذ زمن ليس بالقريب في مجتمعنا وخاصة في المناطق الريفية هو مسألة معقدة ومتباينة وعميقة الجذور. 

وللوقوف على أسباب انتشار هذا النوع من الزواج وآثاره السيئة و المترتبة على انتشاره كان للفداء هذا الاستطلاع:
من العادات والتقاليد
ـ محمد حلبية ـ تاجر منظفات: اعتبرها من العادات والتقاليد السيئة التي مازالت مسيطرة على مجتمعنا لكنها شارفت على الانقراض خاصة بعد غلاء المسكن وتغير بعض المفاهيم بعدم الموافقة على تزويج الأولاد ضمن الأسرة الواحدة وأعتبر هذا من أهم النقاط الإيجابية في القضاء على تلك العادات.
قلة الثقافة المجتمعية
ـ أيمن شاكر ـ صيدلي : حقيقة هي من أخطر المسائل على مجتمعنا لأنها تعكس جهل الكثير ممن يمارسون هذا الزواج (أقصد الأهل) لأن الأبناء ليس لهم أي ذنب وخاصة الفتيات اللواتي لاحول لهن ولا قوة فبدلاً من أن نعلم أولادنا ونحميهم من أنفسهم أولاً ومن جهلهم ثانياً, فبالعلم نحصنهم من تلك العادات الخاطئة لذلك أرى أن هذا الزواج إن صحت التسمية هو نتيجة قلة الثقافة المجتمعية.
لابد منه
ـ غزوان لبان ـ تاجر منسوجات : أعلم أنه أكثر ضرراً على الأسرة والمجتمع لكن في بعض الأحيان لابد منه لأنه ببساطة عندما يفشل الأب بإكمال مسيرة التعليم لولده وهو وحيده ويحبذ أن يرى أحفاده من هنا جاءت الحاجة لمثل هكذا زواج وتفادياً للأضرار التي قد تلحق بزوجة ولدي قدمت لها كل شيء لتتعلم وتحصل الشهادات وهي في بيت الزوجية .
حالة اجتماعية رائعة
ـ محمد ضرار السراج ـ مديرية التربية : هي حالة اقتصادية واجتماعية رائعة فقدت الكثير من إيجابياتها لتصبح تلك الحالة مفرغة من محتواها المطلوب, فالزواج المبكر بوجود الأهل يساعد على بناء اسرة مثالية يستطيع فيها الأب والأم من توجيه أولادهم بسهولة والنتائج تكون أكثر إيجابية مستقبلاً فمثلاً عندما تزوجت متأخراً ورزقني الله ولدي الأخير ابن التسع سنوات وأنا في العقد الخامس وأكثر أشعر وكأنني جده وحتى ولدي الذي هو سنة أولى طب أشعر بانعدام التفاهم بيننا هو يعتبرني مسناً وغير قادر على فهم جيله, فكم كان جميلاً ورائعاً لو كان فارق السنين بيني وبين ولدي لايتجاوز الـ 15 عاماً.
وفي نهاية الاستطلاع كان لنا لقاء مع المختصة علا سفر ـ مرشدة نفسية التي ترى أن الزواج المبكر الموجود منذ قرون هو مسألة معقدة وعميقة ويعود انتشاره لأسباب عديدة أهمها:
العادات المجتمعية الخاطئة التي تعتبر مستقبل الفتاة في منزل زوجها وهو سترة لها إضافة إلى الفقر الذي يدفع الاهل لتزويج بناتهم بشكل مبكر علماً أن الزواج هو أكثر شيوعاً بين الفتيات.
أما عن انتشار هذا الزواج والآثار المترتبة عليه تابعت : فالزواج المبكر سبب رئيسي للعديد من المشكلات الصحية والحرمان من التعليم وحجب الفرص لاكتساب المهارات المهنية والحياتية اللازمة إضافة إلى حرمان أطفال هذا الزواج من تربيتهم بطرق وأساليب صحيحة تساعدهم على التحصيل العلمي الصحيح وزيادة عدد حالات الطلاق, إضافة إلى حرمان المجتمع من جزء كبير من موارده البشرية واستثمارها بما يخدم تطوره وتقدمه .
عمر الطباع

المزيد...
آخر الأخبار