نعرف أن الطموح هو بداية أعمالنا و أفكارنا ، و هو نتيجة تلك الأعمال في آن واحد ، لذلك يجب تنظيم طموحنا و توجيهه و تهذيبه أيضا ، و الأهم يجب الحذر من أن تصبح السلوكيات إلى الطموح هي أساس تحركنا ، و هي التي توجهنا ، هنا نكون في مرحلة خطرة ، و ندخل في ما يسمى الطموح الهدام الذي نسير فيه دون تفكير ، و تكون نتائجه مزعجة و ضارة للمحيط ، حيث إن ( صحة ) نتائج الطموح هي التي تعم بالخير و الفائدة على من حولك ، فلا يكون الطموح سليما إذا اتسم بالأنانية ، من جهة أخرى وجب علينا و كبداية صحيحة ، تحديد الهدف و الخطوط العامة للطريق إليه ، في مادتنا سنعرض حالات من الحياة ، نجحت ، وأخرى عندها أسباب لعدم النجاح ، تغلبت عليها ، وعند عرضنا لها سنقدم الفائدة المطلوبة .
طموح و وعي
ختام عمران ، قالت : كانت الأهمية الأكبر في بيت أهلي هم الأطفال ، و يبدو أني تمسكت بما تربيت عليه ، فعندما تزوجت كانت كل أفكاري و أعمالي تصب في مصلحة الأطفال ، فكان طموحي كاملا ينصب ضمن نشأتهم بأفضل ما يكون ، بودن أي ثغرات في شخصيتهم ، فلا أريد زيادة الضغط المهني ، و بالتالي زيادة مسؤوليات العمل ، أن تكون على حساب الأسرة ، و بعد مرحلة هامة من التربية ، عملت عملا جزئيا ، و استطعت التنسيق بين البيت و العمل ، و أحسست أنني حققت ما كنت أطمح إليه .
مبررات
عيسى . د ، موظف ، قال : أعرف قدراتي بأنها أكبر مما أنا عليه مهنيا الآن ، لكن هنالك عقبة لا أقدر تفسيرها ، تقف في طريقي كل مرة ، و لا أستطع إكمال ما عزمت عليه ، و عندما سألت أحد الأصدقاء ، أشار إلى سبب فشلي هو عدم إقدامي بالطريقة الصحيحة ، حيث في كل مرة أتذكر فيها الخسارات السابقة ، و ترتفع في ذاكرتي النتائج الماضية و أردد : لا أجرؤ على القيام بذلك ، لقد فشلت في المرات السابقة ، لا أملك ما يساعدني على النجاح ، لا استطع القيام .. و ما إلى ما هنالك من هذه العبارات التي تشكل غمامة كثيفة أمامي ، فأفشل قبل بدايتي .
من الطفولة
فرح . م ، مهندسة حاسب ، قالت : حتى فترة قريبة كانت ترافقني قلة الثقة في كل خطوة أنوي القيام بها ، حيث و من الصغر كانوا يقولون : لن تنجحي مثل أختك ، أنظري لها ماذا فعلت ، يا ريت تتعلمي منها ، و ما إلى هنالك من تعابير أضعفت شخصيتي و قللت الثقة بنفسي ، حتى شاهدت أحد الزملاء في العمل لا يملك شهادات عالية في الحاسب ، لكنه بسبب براعته و اندفاعه ، بات يشرف على من امتلكوا شهادات علمية عالية ، فأعجبت بطريقة تفكيره و تصريفه ، و لم أخف إعجابي و تحدثت معه ، و لأنه يملك الثقة التي لا أملكها ساعدني وكنت له من الشاكرين .
مع مختص
جميل عبد الكريم ، ما جستير علم نفس و تربية ، قال : تشير الدراسة عامة أن الطموح هو الجانب الظاهر للرغبات العميقة ، و هو الأداة التعبيرية عن مكنونات الشخصية و قدرتها و تأثيرها على من حولها ، لكن البعض يتذرع بقلة الحظ – على سبيل المثال – و تناسوا أن الحظ هو مزيج من الجرأة و الشجاعة ، و لا بد أن نعرف بأن الحياة مغامرة جريئة ، و الطموح بحد ذاته يعتمد في كل جوانبه على الذات و ليس على الآخرين ، و لكن هنا أريد التنبيه من الأنانية ، و الصعود على حطام الآخرين ، لأننا هنا ندخل في متاهات أخرى ، تفضى إلى امراض نفسية بعيدة كل البعد عن جمالية الطموح و جمالية التعامل مع المحيط كاملا .. فسألناه عن مهمة المدير في مؤسسته تجاه إيقاد شعلة الطموح ، أجاب : المدير أو غيره يجب عليه ألا يتمسك بفشل العناصر و يذكره دوما ، و من يصادفه الفشل يجب دفع الحب إليه ، و إخباره بأن عمله مهم ، و النجاح سيكون حليفه في المرات القادمة ، و بالتأكيد على المدير أن يقدم كل سبل النجاح و التطور ، هذا إن كان هو حريص على الإنجاز الأفضل .
المحرر
تحديد الأهداف ، و حسن الأداء ، و الاعتراف بما يجعلنا سعداء عندما نصل لأهدفنا ، و تقدير قدراتنا و عدم المبالغة بها ، و مراجعة الذات ، كلها حيثيات هامة لتكون في المكان الذي تستحق ، بالطبع بعيدا عن الغيرة و المقارنة بأشخاص لهم تاريخ مهني قديم ، فأنني أعرف أشخاصا لا علاقة لها بما تعمل الآن ، و دخلت مجال عملها بسبب غيرتها و إحساسها بأنها قادرة على فعل ما يفعله الآخرين في العمل ، لكن ستكون النتائج غير جيدة حتى و لو بعد حين .
شريف اليازجي