منذ اختراع شبكة الإنترنت والعالم أصبح في تقدمٍ مستمر ودائم، ثم شهدت فترة الثمانينات التطور الهائل الذي حدث في شبكة الإنترنت، ومنذ ذلك الحين أصبح مصطلح العالم قرية صغيرة هو المصطلح الأكثر انتشارا في العالم الحديث، فقد جعل الإنترنت من يتكلم من مكان بعيد وكأنهم يتكلمون مع بعضهم البعض دون مشكلات أو عوائق، وحتى مشكلات اللغة قام المبرمجون بإيجاد الكثير من الحلول لها.
الإنترنت سلاحٌ ذو حدين كما يُقال ، فقد تجد فيه ما يفيد من العلم والثقافة والفن المبدع الذي تحاول التنفيس به عن حياتك، فإذا أردت أن تتعلم أحد أنواع العلوم المختلفة أو إذا واجهتك مشكلةٌ دينية وتريد الإجابة عنها، فكل ما عليك هو البحث عن طريق الإنترنت لإيجاد تلك الفتوى أو إيجاد ذلك العلم، وحتى لو كنت تريد اللعب والتسلية فقد يكون الإنترنت توجّهك الأول، لما يحتويه من ألعاب كثيرة، ولكن في المقابل فإن الإنترنت يحتوي على الأمور السيئة التي لا يكون هدفها الترفيه أو البحث أو التسلية.
حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت
تحذر الكثير من الدراسات التي أجراها العلماء من ترك الوالدين لأبنائهم عند الإبحار في شبكة الإنترنت، فيجب على الوالدين مراقبة الأبناء بوعي وإرشاد، فيجب عدم تركهم لوحدهم يواجهون ما يحتويه الإنترنت من عنف، والكثير من الأمور التي تفسد العقول وتدمرها.
الآثار السلبية لشبكة الإنترنت
من الآثار السلبية لشبكة الإنترنت والتي تؤثر على أبنائنا الآتي:
إضاعة الكثير من الوقت في أشياء قد تكون غير مفيدة.
قد يؤدي الجلوس طويلاً على الإنترنت إلى الإصابة بالعزلة عن الواقع الذي نعيش فيه.
التورط في مشكلات سرقة البيانات والابتزاز التي تمارسها بعض العصابات على شبكة الإنترنت والتي تكون متخصصة بهذا الأمر
فساد أخلاق الكثير من الشباب، والذي يؤدي إلى فساد المجتمع الذي نعيش فيه.
دور الوالدين في حماية أولادهم
يجب على الوالدين عندما يبدأ أبناؤهم بالجلوس على الحاسوب والدخول إلى شبكة الإنترنت أن يخبروهم أنّه لا يوجد ما يمنع ذلك، ولكن يجب وضع بعض الشروط قبل الدخول إلى الإنترنت، ومن هذه الشروط الآتي:
يجب إخبار الأبناء عن عدم إعطاء أية معلومات تخص الأسرة كعنوان المنزل، أو الاسم، أو رقم الهاتف، فربما يستخدمها بعض الأشخاص في عملية ابتزاز للآباء.
عند شعور الأبناء بوجود مواقع غير جيدة تظهر لهم على الإنترنت، فيجب إخبار الآباء عن هذه المواقع، ومن ثم يقوم الآباء بعمل حظر لهذه المواقع الإلكترونية والكثير من المواقع الشبيهة لها.
عدم القبول بصداقة أي شخص على مواقع التواصل الاجتماعي دون معرفة الوالدين، فربما يقوم بعض الأصدقاء على هذه المواقع بنشر صور أو تعليقات فاسدة تضرُ بالأبناء.
عدم الانفعال أو الغضب في وجه الأبناء في حال حدوث أي شيء خاطئ، فمعرفة الأبناء أن إخبارهم بأشياء خاطئة حدثت معهم لن يؤدي إلى غضب الآباء المفرط فيه، فذلك يوّلد الثقة المتبادلة بين الأبناء والآباء. يجب علينا تنبيه أبنائنا بعدم صحة كل المعلومات الموجودة على الإنترنت، وعدم الإعجاب بأي شيء يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركته.
عدم السماح لهم بالمشاركة في الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي، فبعض الأصدقاء على هذه المواقع ربما يستخدموا تلك الدردشة في الابتزاز من أجل النقود، أو في استغلال الفتيات في بعض الأمور السيئة.
الحرص على إيجاد المواقع المفيدة التي تنمي مواهب أبنائنا، فالإنترنت مليء بهذه المواقع المفيدة والتي يتبناها أشخاص لهم خبرات في التعامل مع الأطفال والمراهقين.
استخدام برامج الحماية وبرامج المراقبة الأبوية، والتي تسمح بعدم سرقة البيانات والدخول إلى المواقع التي يتم تصنيفها على أنها ضارة من قبل الأبوين.
تحديد بعض الأوقات للجلوس على الإنترنت والتي يكون فيها الوالدان متفرغين لأبنائهم وقادرين على الاطلاع على ما يشاهده الأبناء من وقت لآخر.
الرقابة لا تعني المنع قد يجد بعض الآباء أن منع دخول الإنترنت إلى البيت هو الحل الأفضل من الرقابة أو الإشراف الأسري، وربما يفضل بعضهم أن يمنعوا الأبناء من الجلوس على شبكة الإنترنت، وهذا ما لا ننصح به، فالإنترنت رغم المساوئ الكثيرة التي توجد فيه، غنيٌ بالأفكار التي تفيد الطفل والتي تستطيع تنمية مواهبه وقدراته، ونستطيع من خلاله أن ننشئ جيلاً قادراً على مواكبة العصر الذي نعيش فيه، والذي يتميز بالسرعة والتطور الهائل والذي لا يستطيع الإنسان الانعزال عنه.
لماذا يلجأ الأبناء إلى الإنترنت؟
الفراغ الكبير الموجود لدى أبناءنا.
حب الاستطلاع واكتشاف الجديد في العالم المحيط بهم.
غياب الوالدين، والرقابة من قِبلهم.
الأصدقاء غير الجيدين، فكما يُقال «الصاحب ساحب.
عدم وجود هواية يمارسها الأبناء.
وختاماً فإنّ التربية السليمة هي التي تولد لدى الأبناء الرقابة الحقيقية في تجنب مخاطر الإنترنت، فما عليكم أيها الآباء إلا زرع البذرة الأساسية في نفوسهم، وحاولوا أن تثقوا بأبنائكم لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لكي يشعروا بالمراقبة الذاتية بعيدا عن الضغوط التي يفرضها الآباء والمجتمع على حد سواء، وهذا هو سر نجاح المجتمعات الغربية.
جينا يحيى