نجمة الصباح

أنا اسمي نجمة الصباح ، وعمري سبع سنوات ، أعيش في ريف قريب من المدينة .
والدي يعمل برعي الأغنام ، وأنا أسرح معه كل صباح نرعى الأغنام في البرية القريبة من القرية .
أنا أحب هذا العمل وخاصة عند شروق الشمس يكون كل شيء في الطبيعة حلو ورائع .
عندي خروف صغير أهتم به وأرعاه وهو يحبني كثيراً ، كنت أرى الكثير من الأولاد يرتدون لباساً خاصاً ويحملون في أيديهم وعلى ظهورهم حقائب ملونة جميلة .
أسأل والدي :
-إلى أين يذهب هؤلاء الأولاد ؟
يجيبني ،إلى المدرسة ..
ـ لكنه لايهتم لسؤالي أما أنا أتمنى أن أكون مثلهم
حدثت أمي عن هؤلاء الأولاد، وإلى أين يذهبوا كل صباح ثم يعودوا ظهراً.. تقول لي:
-إنهم يذهبون إلى المدرسة ..
وأكرر السؤال – ماذا يعملون في المدرسة ؟ وما هي المدرسة .؟
تجيبني : إنهم يتعلمون القراءة والكتابة .
-ولماذا أنا لا أذهب أنا مثلهم ، لماذا ، أريد أن أدخل المدرسة وأرتدي مثلهم .
تقول لي أمي :
نجمة ، إنهم يسكنون في بيوت لها سقف وأبواب ، أما نحن نقيم في خيمة وننتقل حيث المرعى.
أسكت، وأصمت وأتمنى أن يكون لي بيتاً وأذهب إلى المدرسة .
وذات مرة ، وأنا ألعب مع خاروفي الصغير ، فرّ مني وركض باتجاه المدرسة ودخلها ، دخلت وراءه واستغربت مما شاهدت .
كانت المدرسة كبيرة جداً ، غرف كثيرة وبها أولاد ومعلمات ، اقتربت مني سيدة جميلة وقالت لي :
-أنا المعلمة ماذا تريدين يا صغيرة ..؟
قلت لها وأنا أرتجف فزعاً ..
-إن .. إن … خاروفي فرّ وأتيت لأخرجه من هنا .
سألتها ! وأنا أشير إلى الغرف الكثيرة هذه هي المدرسة .
-نعم تعالي وتعلمي هنا .
تركتني ومشت .. خرجت بخروفي وأنا سعيدة جداً بهذا الحديث العظيم .
كانت مفاجأة لم أتوقعها – أنا دخلت المدرسة ، وحدثت المعلمة ..
وقالت لي تعالي وتعلمي ..
أسرعت لوالدي وحدثته ، وبكيت لأنني أرغب أن أكون مثل هؤلاء الأطفال أقرأ وأكتب وعندي دفاتر وأقلاماً ولباساً خاصاً ، وحقيبة جميلة أضع فيها أشيائي المدرسية .
ـ والدي دعنا نسكن مثل كل الأولاد وأذهب إلى المدرسة
تنبه أخي الأكبر مني لحديثي مع والدي وقال :
وأنا أرغب في ذلك ، من حقنا أنا وأختي أن نقرأ ونكتب ، لماذا لا نتعلم مثل هؤلاء ؟
صمت طويلاً وأجابنا :
نحن ( بدو) نرحل مع أغنامنا حيث الماء والخضرة ، نحن لا نعتاد على سكن البيوت .
قالت أمي مؤيدة كلامنا :
-الزمن تغير ، أريد أن أعلم أولادي ، حتى ولو رحلنا يوجد مدارس في كل مكان .. حتى في البادية .
وافق والدي ورحب بالفكرة العظيمة لذهابنا أنا وأخي إلى المدرسة وفي صباح اليوم التالي خرجت مع والدي وخاروفي إلى المدرسة وأنا أغني له وأركض وراءه ..
تعال.
نحلم بيوم أفضل ليوم أجمل
تعال نسعى لغد أجمل
اليوم كان حلواً
وغداً أجمل
نحن معاً نلهو
نلعب
نركض
نغني
هيا نسعى
ليوم أجمل
رامية الملوحي

 

المزيد...
آخر الأخبار