اللقبة .. مقومات سياحية وخدمية تحتاج إلى الاهتمام والمعالجة

رائحة الخبز من داخل أفران الحطب وصوت خرير المياه، يستقبلان الزائر ما إن يصل إلى قرية اللقبة التي تقع شمالي من مدينة مصياف بـ 13 كم وبارتفاع يقارب الـ 550 م عن سطح البحر.
هذه القرية وحسب رئيس مجلس بلدة القرية معتصم مسعود تتمتع بطبيعة جبلية أخاذة إذ تمتد على سطح جبل شامخ يطل على وادٍ أخضر وتشكل الجبال المحيطة بها قباء وقد أكسبتها اسمها اللقبة ويتفجر نبعها الرقراق العذب بين البساتين المثقلة بالثمار وأشجار التين والرمان والجوز والكرمة ويخترق واديها الجميل ليصل إلى طرق القرية من الشرق عند شلالها الشامخ بمياهه الهدارة روعة وجمال وطبيعة ساحرة وأبنيتها أثرية مميزة من الحجر.
ويؤكد مسعود أنه على الرغم ما تتمتع به القرية من مقومات سياحية متميزة إلا أن هناك عدداً من المعوقات الخدمية تعترض القرية التي يقطنها نحو 4500 نسمة ولاسيما المتعلق بموضوع الصرف الصحي حيث تأتي مشاريع الصرف الصحي في مقدمة أولويات المشاريع المتعثرة في القرية نتيجة عدم تعاون المواطنين في هذا المجال كون معظم الأراضي ضمن القرية خاصة إضافة إلى الحفر الفنية الخاصة بكل منزل التي يزيد من مشكلاتها ارتفاع منسوب المياه فيها خاصة في فصل الشتاء وما تسببه من تلوث كبير للبيئة مؤكداً على ضرورة تعاون الأهالي في هذا الشأن وتنفيذ عدد من خطوط الصرف الصحي ضمن الأملاك الخاصة للمواطنين وبالعمل الشعبي وتخليص القرية من التلوث.
أما الطرق التي تعد الشريان الحيوي للقرية فهي تحتاج إلى أعمال إعادة تأهيل حيث تتميز الطرق داخل القرية بضيقها بسبب موضوع الاستملاك كما أن الطرق المؤدية إلى عدد من المقاصف السياحية تمر ضمن أراضٍ خاصة مؤكداً على الأعمال التي يقوم بها المجلس للاهتمام بأعمال النظافة إذ يوجد عاملي نظافة فقط ضمن مجلس القرية وجرار واحد لنقل القمامة إضافة إلى عدد من المشاريع التي سيتم تنفيذها ضمن القرية لاستبدال شبكات مياه الشرب وتنفيذ خزانات مياه جديدة.
بدوره قال غزوان هواش صاحب مقصف ومطعم نبع شلالات اللقبة: إنه يعمل في هذه المهنة منذ 25عاماً ولديه مقصف صيفي شتوي ويقع بشكل مجاور لنبع اللقبة منوهاً بأنه في هذا المكان يطغى صوت المياه على ما عداه من أصوات مؤكداً أن نبع وشلالات اللقبة من أشهر الشلالات في المحافظة وحتى في سورية كما أنها تعد من المواقع السياحية الهامة حيث تتميز بإطلالتها الجميلة على المناظر الخلابة للوادي من الجهة الغربية والجنوبية وتشكلت شلالات اللقبة من نبع اللقبة حيث مازالت مياهه تنهمر بغزارة لترسم البسمة على وجوه زائريه ولتشكل لوحة ربانية في الإبداع والاختراع الطبيعي.
ودعا هواش إلى الاهتمام بمنطقة اللقبة كمنتجع طبيعي جذاب ومظلة ترويحية مشيراً إلى أنه يوجد مقصفان في القرية وتصنيفه نجمتين ويرتادها سنوياً حوالى المئات من السياح وهم في الغالب من أبناء المحافظات.
ونوه إلى أن اللقبة لها سمعة سياحية طيبة ولها أيضاً مستقبل سياحي واعد لكنه بحاجة إلى الكثير من التركيز والاهتمام وبخاصة من جانب وزارة السياحة ومن النواحي الخدمية ولاسيما أن الطريق المؤدي إلى المقصف ضيق وتكثر فيه الحفر وجزء من جداره الاستنادي معرض للانهيار وقد تقدمنا أكثر من مرة بطلب لصيانته دون جدوى سيما أن الطريق لا يخدم المقصف فقط وإنما أكثر من 30 منزلاً إضافة إلى التركيز على الجانب التوعوي لدى الأهالي والحفاظ على نبع اللقبة مؤكداً على ضرورة تبسيط إجراءات الترخيص للمقاصف وتوفير القروض السياحية الميسرة لأصحاب المتنزهات لتطوير بنية متنزهاتهم ورفع مستواها الفني والخدمي منوهاً بالاهتمام  بالأنشطة السياحية وخاصة المهرجانات التي تعد نقطة استقطاب كبيرة.
من جانبه أكد حيان محمد بيطار من الزوار أنه في هذا المكان يمكن الحديث عن الجمال الصامت فلا يمكن للمرء إلا أن يسمع وقع أقدامه وهو يتنفس ملء رئتيه هواء نقياً نظيفاً ويرمي عند جذوع السنديان والرمان والجوز جميع هموم الحياة مؤكداً ضرورة إيلاء الاهتمام لهذه المناطق السياحية التي توفر العديد من فرص عمل لجيل الشباب إضافة إلى حالة الحراك الاجتماعي والاقتصادي التي تشهده تلك المناطق نتيجة زيارة مئات العائلات.
ولفت عبد الهادي السراج إلى أنه قادم من مدينة حماة منوهاً بأن اللقبة تتميز ببساطة منازلها وبيوتها مازالت على شكلها القديم فيشعر الزائر وكأنه عاد بالزمن إلى أكثر من 50 عاماً مشيراً إلى أن نبع وشلالات اللقبة تستقطب المئات من العائلات من مختلف المحافظات السورية الراغبة في قضاء وقت ممتع بين أحضان الطبيعة الخلابة برفقة سكانها الذين تغلب عليهم الطيبة وحسن الضيافة.

حماة-أحمد نعوف

المزيد...
آخر الأخبار