ارتفعت أسعار الذهب.. وارتفع معه كل ما يتعلق بمتسلمات الزواج بداً من تأمين المنزل وفرشه وانتهاءً بأدق التفاصيل كاللباس وما إلى ذلك ، والرواتب بقيت على حالها دون أي ارتفاع، فلم يعد بمقدور الشاب اليوم تأمين أهم المستلزمات، فكيف سيؤمن الكماليات أو يمكن تسميته المظاهر المتعلقة بالعادات والتقاليد كالذهب وغيره وما إلى ذلك.
ما هو البديل؟
يبدو أن الشباب اليوم بات مقتنعاً أن ما كان دارجاً في الماضي من عادات وتقاليد تتعلق بمستلزمات الزواج، بات اليوم أقل أهمية لدى الكثير منهم، حتى أن بعض الأهل اقتنعوا بفكرة أن الظروف اليوم ليست مناسبة لمثل هذه المظاهر الخادعة. ما اضطر الشباب إلى أن يتجهوا إلى أرخص الموجود، إضافة إلى طرق جديدة أكثر ابتكاراً ومنها الوشم على اليد، هذه الطريقة التي تعبر كما قال بعضهم عن الارتباط الأبدي نتيجة كون الوشم لا يمكن محيه بسهولة، كما أصبح «الذهب الروسي» تقليداً مقبولا في حفلات الزواج في الوقت الذي تشهد فيه أسعار الذهب التقليدي تصاعداً متواتراً فيما ضيق الأوضاع الاقتصادية يحاصر بعض المقبلين على الزواج.
الإحصائيات تقول إن نسبة كبيرة من العائلات السورية تقبل الآن على شراء الذهب الروسي و الذهب التقليدي بهدف تسهيل وتمام بناء عُش الزوجية الجديد دون تكبد العريس كلفاً إضافية لا طاقة له بها، كما أن أحد أسباب تزايد نسبة العنوسة بين النساء والرجال هو عدم قدرتهم على شراء الذهب بأسعاره المرتفعة عالميا ومحليا. فبعض العائلات تطلب من العريس أن يشتري لخطيبته « ذهباً» عند الخطوبة وأخرى عند الزواج وهذا يكلف العريس وعائلته مبالغ طائلة ما يدفع الشباب للعزوف عن الزواج.
تقليد قديم
وعرف الذهب الروسي في أوروبا وروسيا والصين وغيرها بديلاً عن الذهب التقليدي كزينة للمرأة، كما حصل مع أنواع أخرى من الحلي كاللؤلؤ والأحجار الكريمة الأخرى التي كانت تباع بأسعار خيالية، لكن الإنسان سرعان ما وجد بديلاً جيداً يماثل الأصل ولكنه رخيص الثمن كاللؤلؤ الصناعي وغيره.
ويتكون الذهب الروسي من نحاس مطلي بالذهب أو بمكونات الذهب بكمية قليلة ويستخدم كحلي وزينة للنساء في عدد من دول العالم ميزات وتصاميم .. ولا يقتصر اقتناء الذهب الروسي على ذوي الدخل المحدود، فهناك عدد كبير من المترفين يُقبلون عليه لما يتمتع به من ميزات وتصاميم قد لايجدونها في نظيره العادي.
وتقول سناء «ببساطه أنا أشتري الذهب الروسي وأبحث دائماً عن التصاميم الجميلة والجديدة رغم وجود مصاغ ذهبي كبير في بيتي لا أستخدمه وذلك لجمالية الذهب الروسي وتجدد موديلاته، بينما الذهب العادي يبقى بأُطر تقليدية وعتيقة وموضة عفا عليها الزمان».
ويقول رامي «أنا موظف راتبي ٣٥ ألف ليرة ووضعنا مستور وقد اخترت رفيقة حياتي (مشيراً لخطيبته) وطلب أهلها مصاغ بقيمة ٥٠٠ ألف مادفعني للطلب منهم بتأجيل مراسم الخطوبة حتى أجمع قيمة «اللبسة» إلا أن والدها بادر بحل مشكلة شراء الصيغة من خلال اقتراحه شراء «لبسة» من الذهب الروسي، والناس لاتفرّق بين أنواع الذهب فكله له بريق». وظهر في السنوات الأخيرة عادة استئجار الصيغة اللازمة للزفاف من محال الصاغة مقابل ضمانات مالية تفوق قيمة الذهب، على أن يتم إعادتها للصائغ في اليوم الثاني، ولكن هذه الخطوة عادة ما تنتهي بمشكلات مع الصائغ الذي قد يطالب بمبالغ كبيرة يعجز العروسان عن تسديدها، وهذا ما دفع بعضهم إلى البحث عن البديل وهو غالبا الذهب الروسي.
ويقول صاحب أحد محال الذهب «الذهب الروسي بجماليته لا يشكّل خطراً على الذهب التقليدي لأن الأخير يشتريه الناس عادة كـ»وعاء ادخاري» لمواجهة الزمن ولبيعه عند الحاجة، ونعرف أن بعضهم يشتري الذهب التقليدي في المساء ليبيعه في الصباح بعد إتمام الزوج».
ويؤكد تزايد الطلب على الذهب الروسي و»زبائننا في أحيان كثيرة أثرياء، إجمالا الذهب الروسي هو الحل لتجاوز مشكلة الارتفاع بأسعار الذهب، وإن كنت أعتقد أن التوجه لشراء الذهب الروسي ليس بسبب ارتفاع أسعار الذهب التقليدي وإنما لجمالية الروسي، وأؤكد أن الذهب الروسي لن يلغي الذهب التقليدي ولا الذهب الروسي سيلغي الذهب التقليدي».
وتقول سحر إن «سبب إكمال زواجي بعد أن كاد يفشل هو تفهّم أهلي أن الذهب (تقليدي أو روسي) هو مظهر، وبالتالي لم يقفوا عقبة أمام إتمام زواجي بسبب ارتفاع سعر «شبكة” ، وعلى العموم كلها مظاهر».
ويتساءل أحمد «متى ننتهي من المظاهر وإعاقة الزواج الذي شرّعه الله ونبقى رهينة للمظاهر كنوع السيارة وفخامة الصالة والمناسف وغيرها وكلها أسوار مفتعلة تقف حائلا ومعوقاً للزواج، وهذا سبب لارتفاع سن الزواج وتراكم الديون سلفاً على كل من يتم زواجه بعد أن يكون مرهونا للمظاهر الكاذبة»؟
ازدهار صقور