أكبرتُ ذكراكَ ألا يُخسفَ القمرُ
وقدْ تَحيَّرَ في أوصافِكِ البشرُ
أكبرتَ ذكراكَ ألاّ يَستفيضَ بها
من الدموعِ الشريفات الندى دُررُ
يا حافظَ العهدِ يا أيَّوبَ من صبروا
أولو عزائمها مِنْ قَبْلِكَ اخْتُبِروا
أكبرتُ إِسمكَ تاريخاً يفيضُ ضياً
يُرجى بهِ الفجرُ أو يُستنزلُ المطرُ
تمرُّ تشرينُكَ الأولى مُجدّدةً
فالبعثُ في كلّ حيٍّ عودُهُ نضِرُ
والأرضُ أكرمُ والفلاحُ منتصرٌ
بها ومعتصمٌ فيها ومعتصرُ
والعاملُ الحُرُّ مُعتَدٌّ بمعملِهِ
إلاّ عمالةُ مَنْ هانوا ومَن صَغروا
تشرينُ تصحيحِ نهجِ البعثِ ما لَبثَتْ
إلا وفي دنِّها التحريرِ يَختمرُ
هذيْ قنيطرةُ الأمجادِ شاهدةٌ
على البطولاتِ ، والجولان منتظرُ
أبا العروبةِ كمْ خانتْكَ شِرذمةٌ
من الطواغيتِ ما اكتالوا كما أمروا
لكنهمْ وَهنوا للغربِ وارتهنوا
فضيّعوا القدسَ وهيَ القِبلةُ الأُخرُ
يا يوسفَ الوطنِ المرجوَّ من شَرفٍ
بهِ العُفاةُ تصيرُ السادةُ الغُررُ
أقبحْ بأخوتِكِ العشرينَ تحرسهمْ
من كلّ كيدٍ ، وهم أكّالةٌ نُكُرُ
يجاهرونكَ بالإيمانِ عن رَهَبٍ
خوفَ الشعوبِ وفيما بينَهمْ كفروا
وأنتَ ترفضُ تاجَ الذلِّ مُعتصماً
بصوتِ واحافظاهُ القدسُ تبتدرُ
حاشاكَ عنْ بيعةٍ بيعَ السلامُ بها
لو أُلقيَ الشمسُ في كفِّيكَ والقمرُ
نهجَ النبيينَ والآلِ الكرام ومَنْ
قادُوا الشعوبَ فهُمْ تاريخُها العَطرُ
أبا الرجالِ فما في الغابِ من أسَدٍ
إلا وباسْمكِ بعدَ الله يقتدِرُ
أجيالُ أهلِ الفِدا إذْ بايعوكَ هُدى
مدارسُ الشهدا منْ وحيهمْ سُوَرُ
يا فارسَ الحربِ يُستدنى السلامُ بها
لولاه لم يبقَ إسلامٌ ولا سِيرُ
إلاّ حثالةُ شُذَّاذٍ يَقودهمُ
مِنْ حاملي ثقلِ أسْفارِ الخَنا حُمُرُ
أبا الثوابتِ ما لانتْ عَزيمتهُ
وكلُّ ما حولَه بالنارِ يستعرُ
الجيشُ والشعبُ حصناهُ الَّذَي بهِما
صانَ العرينَ فقامتْ باسْمِهِ النُّذُرُ
فيا أبا باسلِ الفرسانِ نذكرهُ
والخيلُ تصهلُ طابَ الخُبرُ والخبرُ
ويا أبا الأسدِ البشّارِ أنتَ هنا
تحميْ العرينَ وهذا شِبلُكَ الظَّفِرُ
نعمَ الوصيُّ الذي خلَّفت في وطنٍ
لهُ الرزايا على تعدادِها قدَرُ
هذا عرينُكِ صانتْهُ الدّماءُ فما
في الساحِ شِبرٌ ولم ينزفْ بهِ الطُّهُرُ
« اللهُ أكبرُ « قالَ الصاغرونَ بها
لكنَّهم خسِروا فيها وقدْ كُسروا
« اللهُ أكبرُ « صُغناها بعزّةِ مَنْ
(( ناداهمُ البرقُ فاجتازوهُ وانهمروا ))
(( لأننا وجذورُ الشمسِ في يدِنا
نقاتلُ الحَلَكَ الباغيْ سننتصِرُ ))
عزام سعيد عيسى