في مزرعة واسعة سكن ( الحصان سمهر ) ..
الحصان ( سمهر ) جميل ومدلل لأنه فريد من نوعه ، ساقاه مخططتان بالأبيض حتى أذنيه ورأسه مخطط بالأبيض .
من عادة الحصان ( سمهر) أن يخرج كل صباح إلى السهل الواسع الأخضر يتمتع بالشمس الدافئة ويأكل العشب الأخضر الطري .
( سمهر ) يحب صاحبه ويحب حظيرته ، وحتى السهل الذي يمتع ناظريه بخضرته .
ذات يوم .. خرج كعادته كل صباح إلى السهل يتمشى فرأى جملاً كبيراً يقف فوق السهل ، نظر باستغراب وتساءل من هذا ..؟
-من هذا الذي يقف مكاني ..؟ لم أر هذا الشكل ، وهذا الحيوان الضخم أبداً؟
اقترب منه .. وهو يصهل بشدة ، وكأنه يقول له :
-من أنت ..؟ ولماذا أتيت إلى هنا ، هذا السهل الأخضر لي ، أنا تربيت فوقه ، إنه لي .. ابتعد .
نظر الجمل إلى الحصان ( سمهر) باستغراب وحرك شفتيه ولم يبال بكلامه أبداً وقال له :
-أنا مثلك قوي وضخم ، أنا لا فرق عندي بين السهل الأخضر ورمال البادية ، أنا أقف حيث شئت .
اقترب الحصان (سمهر) وكأنه أراد أن يهاجمه ويرفسه لكن الجمل وقف صامداً فاغراً فاه يضحك من هذا الحيوان ( سمهر) ، وحدثه بهدوء تام:
-يا صاحبي .. أنا سفينة الصحراء، ألم تسمع باسمي ، اسمي قديم توارثته الأجيال منذ آلاف السنين ، أنا أحفظ تاريخ الأجداد وبطولاتهم .
ووقف ( سمهر) وكأنه شعر بالأمان أمام حديثه وهدوئه .
وأجابه :
-دعنا نصبح أصدقاء ، وأنا مثلك تاريخ أجدادي معروف فهم خاضوا بطولات وفتوحات عربية أنا اسمي ( الحصان العربي) .
قال له الجمل :
-أجل يا صاحبي ، نحن الاثنين من أصل عربي فِلمَ نتقاسم الأرض ؟
وتمنعني أن أقف فوق هذا العشب ، وأتذوق طعمه فهي أرضنا جميعاً .
ووطننا نحن الاثنين .
وبينما هما يتحدثان أتى صاحب الجمل وقد أنهى عمله ليأخذه ويذهب .
اقترب الجمل من الحصان وكأنه يهمس له ويقبله مودعاً .
أتى صاحبي يا صديقي سأغادر هذا السهل الجميل إلى البادية .
حيث موطني الأصلي ، تعال لزيارتي تركه ومشى.
رامية الملوحي