قدم الشبكات واهتراؤها وهدر مياه مليـار لـيرة لمشاريـع ميـاه الشـرب بمصيـاف وريفهــا

مشاريع عديدة في مصياف وريفها لتحسين واقع المياه فيها بعد سنوات طويلة من الجفاف ،عانى خلالها المواطن في أرجاء المحافظة من قلة المياه نتيجة قلة الهاطل المطري وانخفاض مستوى المياه الجوفية ،هذا العام تحسنت كمية الأمطار بشكل واضح وتفجرت العديد من الينابيع وارتفع منسوب الآبار ولكن رغم تحسن وضع المياه بشكل عام إلاّ أن معاناة المواطن لما تزل مستمرة وذلك لسببين رئيسين، الأول :هو الحاجة الملحة في كثير من القرى إلى حفر آبار، والثاني هو قدم الشبكات واهتراؤها، وبالتالي حدوث الأعطال بشكل مستمر وضياع قسم كبير من المياه ،هذا عدا عن مشكلات كثيراً ما سمعنا عنها وأهمها اختلاط مياه الشرب مع المياه الآسنة في قرى لم تخدم بعد بمشروع الصرف الصحي، وبالتالي وقوع الإصابات والأمراض المتعددة.

شبكات موجودة منذ السبعينيات
حيث أكدت مجموعة من المواطنين في عدة قرى تابعة لمنطقة مصياف منها (على سبيل الأمثلة لا الحصر ) كهف الحبش واللقبة وعنبورة وتل أعفر وبللين والشميسة قائلة: تتمثل معاناتنا في قدم الشبكات الموجودة منذ السبعينيات من دون أية صيانة أو تحسينات على واقعها ،وبالتالي الأعطال المتكررة وفقدان قسم كبير من المياه نتيجة تسربها من الشبكة الموجودة حالياً، علماً أن مطالباتنا مستمرة لاستبدالها ،فما الفائدة من وجود المياه والشبكات غير صالحة لنقلها إلى منازلنا .
حفر آبار حاجة ملحة
أما القسم الآخر من الأهالي طالبوا بضرورة حفر آبار في قراهم حيث قالوا : من المفارقات التي كثيراً ما نراها وجود آبار احتياطية في قرى عدد سكانها قليل ،وبالمقابل توجد قرى بأمس الحاجة إلى حفر بئر فيها يروي عطش الأهالي ،علماً أنه توجد إما آبار معلنة أو إعلان عن أخرى والوعود قائمة ،ولكن على أرض الواقع لايوجد سوى معاناة الأهالي وحاجتهم إلى القطرة الواحدة من المياه وبالتالي هم مضطرون لشراء صهاريج المياه وكأنه ما كان ينقصنا هو مصروف المياه .
الشميسة والمعاناة الطويلة
وفي قرية الشميسة سنوات طويلة من المعاناة عاشها الأهالي نتيجة عدم وجود بئر في القرية إضافة إلى جفاف الينابيع التي تعد المصدر المائي الوحيد لدى الأهالي بسبب الجفاف، وفي كل من قريتي بيت عتق والحكر تحدث المواطنون عن معاناتهم مع مياه الشرب لعدم وجود أي بئر في كل من القريتين وإنما يتم استجرار المياه من منطقة مجاورة وهي المستورة إلى بئر في القرية لا يوجد فيه مياه، ومن ثم يتم ضخ المياه في الشبكة وهذا ما يجعل المياه تصل إلى منازل المواطنين عكرة علماً أنه يوجد بئر جاهز و معلن أكثر من مرة و لكن غير مستثمر بعد.
أين التحسن بمصياف؟
أيضاً في مصياف المدينة وعد المواطنون فيها بتحسن واقع مياه الشرب بعد تنفيذ مشروع خزان 5000 متر مكعب وحفر العديد من الآبار حيث قالوا :في العام الماضي وصل عدد أيام التقنين إلى 6 أيام وهذا العام كنا موعودين بأن تكون الأحوال جيدة بعد أن سمعنا كثيراً عن المشاريع المنجزة ،ولكن مع هذا المياه لا تأتي إلى منازلنا إلا كل 3 أيام مرة واحدة فأين التحسن الذي وعدنا به وسمعنا عنه مشاريع كبيرة؟
مشروع بـ 1 مليار ليرة
مدير عام مؤسسة المياه في حماة الدكتور مطيع العبشي قال: سنبدأ الحديث عن مشروع ضخم وهام في مصياف تقارب تكلفته مليار ليرة بهدف تقييم واقع المياه في المدينة وتحسينها بشكل جذري من خلال تأمين مصادر تتيح وارداً مائياً يفوق حجم الكميات المتاحة حالياً ،والمشروع يتضمن حفر 6 آبار بتكلفة 180 مليون ليرة حيث سيتم جر المياه من منطقة الحرش إلى خزانات الخدمة في المدينة عبر خطوط وخزانات فرعية بكلفة 350 مليون ليرة ،وقد أعطي أمر المباشرة بتنفيذ هذا المشروع الهام كما يتم حفر عدد من الآبار أحدها على طريق وادي العيون وآخر عند حديقة بيت زينو وثالث بجوار المشروع التاسع والرابع، علماً أن قيمة المشاريع المنفذة في مركز المدينة خلال العام الماضي بلغت 600 مليون ليرة تضمنت تنفيذ خزان 5000متر مكعب وتنفيذ خطوط ضخ وإسالة وعدد من الآبار.
وفي الريف أيضاً
أما في الريف فالمشاريع متركزة على محورين ،استبدال الشبكات وحفر آبار وذلك وفق الإمكانات المتاحة والأولويات حيث يوجد العديد من المشاريع التي كانت متوقفة منذ سنوات يتم حالياً استكمالها وهذا يعد إنجازاً حقيقياً، منها مشروع عنبورة قيرون الذي سيوضع بالخدمة قريباً بكلفة 84 مليون ليرة بعد أن كان معلناً وفق الأسعار القديمة بـ 8 ملايين ليرة واستكمال مشروع الشميسة استبدال شبكات بقيمة 112 مليون ليرة وأيضاً يتم حفر بئر في القرية حالياً، وأيضاً يوجد مشروع لاستبدال شبكة مياه اللقبة بكلفة 300 مليون ليرة وفي كهف الحبش استبدال شبكات بقيمة 75 مليون ليرة ،وكذلك في تل أعفر بكلفة 110 ملايين ليرة واستبدال الشبكة في قرية عين البنين ومن المشاريع :الإعلان عن استبدال التجهيزات الميكانيكية والكهربائية في بيت رقطة وبيت الوادي والتي تخدم أكثر من 5قرى وفيما يخص الآبار انتهينا من حفر آبار في كل من الحريف والسويدة وبعرين والصومعة وعين حلاقيم ووادي العيون مع خزان أرضي في أعلى منطقة، بهدف إيصال المياه إلى كل أنحاء الوادي كونه يوجد طبيعة طبوغرافية خاصة له وتلزيم بئر في عوج كما أعطي أمر المباشرة لحفر آبار في طير جملة وعنبورة والهزانة كما تنفذ المؤسسة توسع خطوط خدمة لذوي الشهداء في كل من دير الصليب ومعرين الصليب وكفر عقيد وتجهيز أعمال بيتونية لغرفة ضخ سيغاتا.
وأضاف قائلاً: المشكلة مع تحسن واستقرار المصادر المائية ،أكثر ما نعاني منه وهو وجع حقيقي هو التعديات على الشبكة واستجرار المياه لأغراض غير الشرب وبالتالي استنزاف المياه وقد شكلنا فريق قمع مركزي على مستوى المحافظة لمتابعة المخالفات، المهم أن حجم الأعمال في هذه الظروف كبير وفقط ما نحتاجه هو الوقت والمشاريع التي لم تنفذ هذا العام حكماً واردة في خطة العام القادم.
ونحن نقول:
نعلم أن حجم المشاريع ضخم وفي هذه الظروف يعد إنجازاً حقيقياً ولكن لا يمكن لوم المواطن لأن المياه حاجة أساسية في حياته اليومية ويزداد استهلاكها في الصيف، فما نوده هو الإسراع وتجاوز العقبات حتى لايطول انتظار المواطن لقضية خدمية أساسية.
نسرين سليمان

 

 

المزيد...
آخر الأخبار