المواطنون يشكون والصيادلة يبكون 70 صيدلية في الخدمة بمصياف وواحدة فقط تناوب ليلاً!.. مشاف مخالفة تبيع أدوية
كثيرة هي القضايا المظلمة التي تخللت مهنة الصيدلة، والتي أدت إلى استياء المواطنين منها، لأنها متعلقة بحياتهم وعلى صلة مباشرة معهم، فمرة وجود أشخاص غير مؤهلين في الصيدليات لايمتون إلى المهنة بصلة، ومرة بيع أدوية من غير وصفات طبية، وثالثة خطأ في صرف الوصفة الطبية، ورابعة وجود أدوية أجنبية في الصيدلية أو بيع أدوية ممنوعة، وخامسة عدم التزام الصيدلاني بالمناوبات الليلية أو أيام العطل الأسبوعية والرسمية، وهذه الأخيرة هي موضوع حديثنا بعد أن سمعنا شكاوى وأقاويل كثيرة حول الموضوع.
مدينة مصياف كغيرها من المناطق ومراكز المدن التي يعاني السكان فيها من عدم وجود صيدلية مناوبة بعد الساعة 11 ليلاً، إضافة إلى عدم وجود سوى صيدلية واحدة مناوبة لمدينة تضخم عدد سكانها وتوسعت عمرانياً بشكل كبير.
صيدلية واحدة لا تكفي
يقول المواطنون في المدينة: من حق المواطن أن يجد صيدلية أو أكثر مناوبة في حال اضطر لشراء الأدوية ليلاً، حيث يوجد حالات اضطرارية لا يمكن له أن يحسب لها حساباً أو يتوقعها، ليبقى المواطن المريض تحت رحمة المرض في حال عدم وجود صيدلية أبوابها مفتوحة بعد الساعة 11 وأحياناً أقل وأيضاً نود الحديث عن أن صيدلية واحدة لاتكفي لمدينة كبيرة كمصياف، فعلى الأقل يجب أن يكون هناك صيدليتان يتم اختيارهما في مواقع مختلفة بحيث نساعد المواطن على اختصار الوقت والجهد والتكلفة، ومن جهة أخرى قد تكون الفرصة أكبر لإيجاد الأدوية لأنه غالباً لانجد الأدوية المطلوبة في الصيدلية المناوبة.
هل يعقل؟
تقول رؤى حسن: تفاجأت عندما لم نجد صيدلية مناوبة في مدينة مصياف والساعة لم تتجاوز بعد 11,30 ليلاً حين كنا نبحث لشراء علبة مضاد حيوي لابنتي، التي تعاني من التهاب حاد في الطرق التنفسية، وأضافت: حالتها لا تستدعي إدخالها إلى المشفى ولكن بعد تواصلي مع الطبيب طلب مني إحضار مضاد حيوي وخافض حرارة لأن الموجود عندي فعاليته ضعيفة، فهل يعقل أنه لاتوجد غير صيدلية مناوبة واحدة ولاتلتزم بالدوام.
انطبق عليهم المثل جئنا نبكي
بعد الحديث مع عدد منهم انطبق عليهم المثل /جئنا نشكو صاروا يبكوا/ حيث قالوا: صحيح أنه من حق المواطن أن يجد صيدلية لشراء دواء يكون بأمس الحاجة له في لحظة ما، ولكن هناك منغصات كثيرة وأسباب تعيق استمرار عمل الصيدلاني حتى ساعات متأخرة من الليل، أو حتى الصباح فأولاً الطلب على الأدوية يكون خفيفاً جداً ونادراً أثناء المناوبة وغالباً ما تؤدي المناوبة إلى ضغط مادي على الصيدلية لأن الصيدليات المناوبة غالباً هي الصيدليات ضعيفة الحركة، لأن الصيدليات التي تشهد حركة كثيفة نتيجة موقعها فتحتاج إلى الراحة ولاترغب بالمناوبة، وهنا الصيدلاني يعمد إلى شراء أدوية من المستودعات بمبالغ تفوق المليون ليرة في حين أن حركة المبيع أثناء المناوبة لاتتجاوز 300 ألف ليرة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ما المقابل أو التعويض الذي يمكن أن يقدم للصيدلاني لتعويضه تعبه وراحته؟ فلا يوجد أية إضافات او تعويضات.
الحماية الأمنية
أما الأمر الثالث والذي تحدث عنه الصيادلة وبشدة وخاصة الإناث هو الحماية الأمنية لهم أثناء المناوبة حيث قالوا: من يؤمن لنا الحماية، ففي الليل أغلب زوار الصيدلية هم أشخاص غير عاديين ومن الأسباب أيضاً هو عدم التزام الصيدليات غير المناوبة بدوامها، فمنها من يستمر لساعات إضافية وبالتالي تحرم الصيدلية المناوبة من حقها في الاستفادة المادية.
مخالفات بالجملة
وتابعوا حديثهم: لماذا لاتطبق القوانين بشكل سليم قبل محاسبتنا أو الحديث عن مخالفاتنا؟ وما نقصده لماذا يسمح للمشافي ببيع الأدوية للمواطنين علماً أنه لا يوجد أي مشفى في مصياف لديه ترخيص صيدلية ومع ذلك يبيع الأدوية وبأسعار مضاعفة لاستغلال المواطن واستغلال حاجته، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مستودعات الأدوية التي تبيع للعموم مع أن هذا مخالفة، ولكن لا يوجد من يحاسبها، فكيف للصيدلاني أن يضمن عمله وتوجد عدة جهات منافسة له.
نقص الأدوية
وفيما يخص نقص الأدوية قالوا: أحياناً الإرباك الذي يحدث هو تأكيد الطبيب على عدم استبدال الاسم التجاري للدواء علماً أنه يكون الدواء بنفس المكونات موجود، ولكن لشركة أخرى، وهذا ما يجعل المواطن يقول بأن بعض أنواع الأدوية غير متوافرة أما عندما توجد أدوية مفقودة فهذا يكون على مستوى المحافظة أو حتى على مستوى الوزارة وليس متعلقاً بالصيدلية المناوبة.
استبيان قوبل بالرفض
الدكتور عبد الهادي العلي المسؤول النقابي عن منطقة مصياف قال: توجد في مصياف حوالى 65 -70 صيدلية موجودة في الخدمة أثناء الدوام الرسمي للصيدليات وصيدلية واحدة مناوبة وهي كافية، ولاسيما بعد أن أصبح في كل قرية صيدلية، أما عن ساعات الدوام فقد حدد القانون ساعات عمل الصيدلاني بـ 6 ساعات في الريف و8 في المدينة أما ساعات المناوبة فهي من 2,30 نهاراً إلى 30ر5، ومن 30ر8 إلى 11.30 ليلاً ويوم الخميس من الساعة 2 ظهراً إلى 11,30 ليلاً ويوم الجمعة كاملاً، وقد أجرينا استبياناً على جميع الصيادلة فيما يتعلق بمناوبة صيدليتين أو إلزام الصيدلة المناوبة بالدوام حتى الصباح كانت النتيجة الرفض بشكل كامل ولديهم أسبابهم المقنعة والمهمة وأبرزها الحماية الأمنية، وعدم وجود الصيدليات المؤهلة للدوام الليلي فيما يتعلق بتجهيزات الصيدلية، أو بوجود كوة يتم من خلالها البيع، علماً أن مشكلة المناوبة يومي الخميس والجمعة يمكن أن نجد لها حلاً كون الدوام طويلاً ومن جانب آخر المناوبة ليست قسرية ولا يمكن فرضها على الصيدلاني وهي غير موجودة حتى في مراكز المدن، وبالمقابل المواطن من حقه أن يجد الدواء في أي وقت لأنه توجد حالات اضطرارية، علماً أن المشافي تحل مشكلات مرضى الإسعاف وهي الحالات الأكثر اضطراراً للأدوية في ساعات الليل المتأخرة.
ونحن نقول:
المخالفات التي طالت عمل الصيادلة كغيرها من القطاعات التي تخللتها الكثير من الفوضى في ظل الظروف الحالية، وما نود قوله هو أن معالجة الخلل لايكون في موقع وننسى آخر بل يجب أن يكون متكاملاً حتى نستطيع أن نصل إلى نتائج إيجابية.
نسرين سليمان