لا تعرف ماذا ينتابك عندما تذكرها .. قرية بحجم المأساة، قرية تسامت فوق الجراح، لا دموع في عيون نسائها ولا كلمات على شفاه رجالها، عندما تقف على عتباتها تختلط عليك مآسي الماضي والحاضر، للمجازر المروعة تاريخ مع هذه القرية الصامدة .. أهلها صامدون رغم كل ما مر عليهم من أوجاع وموت، عندما نريد أن نذكر حكايا الموت فيها تختلط عليك الآلام وتتزاحم في مخيلتك الدماء الطاهرة التي أريقت على مذابح تاريخها الماضي والحاضر، نتذكر أهات وأوجاع بيت المختار وما لاقوه من قتل وتعذيب، نتذكر مصعب الشيخ وأخويه علي ورامز الذين قضوا وهم ماضون لتأمين الخبز للقرية، نتذكر بيت حكمت خضور.و عمران وتلك المجزرة المروعة التي حلت بالقرية والتي سمعت بها الدنيا وطرحت أمام مجلس الأمن قبل أن نعلم حيثياتها .. نتذكر بإجلال وخشوع كل شهداء معان مدنيين وعسكريين، فلاحين قضوا وهم في حقولهم، وموظفين نالوا الشهادة وهم على طريقهم لأماكن عملهم … نتذكر رئيس البلدية الشهيد رمضان سلامة لروحه السلام الذي قضى هو وولده في تلك المجزرة المروعة مدافعاً عن أرضه وكرامته … نتذكر البطل نوار ابراهيم وحسن السليمان وغيرهم من الأبطال … نصمت بخشوع أمام ذكرى أولئك العجائز وتلك النساء التي طالتهم يد الإرهاب وهم لائذون ببيوتهم، ولم تكتفي معان بشهدائها على أرضها بل تناثر عبق دماء أبناء معان العسكريين في شتى أرجاء الوطن .. بشار منصور ..ومالك ابراهيم وغيرهم، الكثيرين، فقدسيتهم تتعالى عن التذكير ..تلك بعض من رواية قرية صغيرة بحجمها الجغرافي، كبيرة فوق الحدود بتاريخها وآلامها وبسالة أبنائها، لشهداء معان الرحمة والسلام .. ولأهالي معان التحية وجزيل الاحترام، وصبراً أهالي معان صبراً، ولابد للأبناء أن يعودوا ولو بعد حين ..؟؟
جنين ديوب
المزيد...