إدارة الموارد البشرية والتضخم النقدي في دورة تدريبية للموظفين في سلمية المتدربون : مهمة وتساهم في تطوير العمل المؤسساتي

2 882d52 882d5

غالباً ماتقاس قوة أي مجتمع أو أية دولة بنسبة وجود الشباب فيها، كفئة عمرية منتجة .. وبالتالي قوتها اقتصادياً واجتماعياً ، لأن القوة العاملة تكمن في جيل الشباب.
من هنا وانطلاقاً من أن الإنسان هو العنصر الأهم في عملية بناء الدولة والمجتمع ، فإن رفع مستواه الفكري والمهني يقع على عاتق الحكومة ، وذلك من خلال تأهيل وتثقيف هذه القوة العاملة الكامنة لأن مستقبل البلد يعتمد على شبابها وقدرتهم وعطائهم.
وبهذا الخصوص أقيمت مؤخراً في سلمية بمقر شعبة الحزب، دورتين تدريبيتين تثقيفيتين لمدة أسبوع ، الأولى كانت حول إدارة الموارد البشرية والثانية حول النقد والتضخم النقدي ، شارك فيهما 35 مشاركاً ومشاركة ، معظمهم يحمل شهادة جامعية وموظفين في القطاعات الحكومية المختلفة ، وحاضر فيها مختصون في علم الإدارة والتنمية والاقتصاد.
الفداء تابعت فعاليات هاتين الدورتين وخرجت باللقاءات التالية:

راما طنجور ـ المشرفة على الدورة ـ تحدثت عن الأعداد والمشاركين وأهم المحاور التي تضمنتها فقالت:
تم اختيار الشريحة المستهدفة المشاركة في الدورة بناءً على المواضيع المختارة ضمن محورين أساسيين : إدارة الموارد البشرية والعمل ضمن فريق ، والنقد والتضخم النقدي وأثره على الاقتصاد السوري.
المشاركون هم خريجو جامعة ومديرون أصحاب خبرة في مجال الإدارة ومهتمون وعددهم 35 مشاركاً ومشاركة.
المحاضرون تم اختيارهم بناءً على شهاداتهم الأكاديمية وخبراتهم ، وبعضهم لديه شهادة /TOT/ ودكاترة جامعة ومعاهد، أذكر منهم المحاضر فراس عزو، وقدم ثلاث محاضرات مدخل إلى علم الإدارة والتنمية الإدارية والعمل المؤسساتي والتنمية البشرية.
الأستاذ مدحت القدموسي، قدم محاضرتين حول إدارة التنمية المتكاملة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ودورها في رفد الاقتصاد الوطني ـ د. إيهاب الضمان قدم محاضرة حول إدارة المشاريع.
الأستاذ أسامة تقلا قدم محاضرة حول العمل ضمن فريق، والدكتور مأمون شربعي قدم محاضرة حول إدارة البيئة الآمنة، والأستاذ إياد خضور قدم محاضرتين حول النقد ومراحل تطوره وعلاقة النقد بالذهب والتضخم والانكماش الاقتصادي.
السيد فراس عزو ـ أستاذ إدارة وتنمية بشرية ، خبير لدى المركز الدانماركي لمهارات الحياة ـ محاضر في الدورة ، تحدث عن أهمية التنمية البشرية وأهمية هذه الدورة فقال:
بداية ، التنمية البشرية هي مجموعة من الخطط والسياسات الموجهة من أجل إحداث تحسين نوعي في مستوى تفكير المتدربين وتحسين قدرتهم على التواصل والربط بين الأشياء.
الإنسان كائن اجتماعي لايقوى على العيش دون الآخرين ، لذلك هو بحاجة إلى بعض المهارات والسلوكيات التي تساعده على أن يفهم ببساطة معنى انتماءه الاجتماعي رغم شهاداته وتحصيله العلمي.
لذلك إن دورة التنمية البشرية هي عن كورسات علمية متقدمة تجمع ما بين المعلومة والتجربة، الغاية منها إكساب المتدرب مهما كانت وظيفته ، بعض المهارات الإدارية والاقتصادية التي تثار على فهم موقعه الوظيفي للتصرف بحكمة عند اتخاذ القرار، وتصل به إلى إنسان متدرب ، متمرن قادر على التواصل ضمن الفريق وقادر على امتلاك استراتيجية خاصة به لحل الأزمات وأيضاً تساعده على امتلاك مهارة الحوار.
نحن الآن في عصر الكفاءة والجدارة ، وما أحوجنا إلى كورسات تهتم برفع قدرة المتدرب على التفكير والربط بين الأمور من أجل الوصول إلى إدارة موقف بشكل إيجابي.
الغاية الأساسية من الدورة هي إكساب المتدرب ثقافة علمية عصرية أساسها معلومات حديثة في الإدارة والاقتصاد والابتعاد عن المعلومات الميتة التي أبعد ما تكون عن إكساب المتدربين ثقافة حياتية تضاف إلى حياتهم المهنية والعلمية.
ما المقصود بالمعلومات الميتة؟
المعلومة الميتة هي تقديم المحتوى العلمي دون الاستعداد لمناقشة ومعرفة آثاره السلبية أو الإيجابية.
أغلب المعلومات عندما لا يحسم موظفوها بشكل صحيح ومراقبة نتائج ممارستها السلبية أو الإيجابية ، تكون معلومة ميتة كما ولدت، أما في حال إخضاعها إلى التجربة والتدقيق والمراجعة نكسبها حياة تمتلك طابع المرونة ، مثال على ذلك حلقة البحث، هي فرصة نادرة من أجل تطبيق المعلومات التي أخذها الطالب على أرض الواقع لبيان مدى فاعليتها في حل الأزمات والمشكلات ، أي نقول إنه استناداً إلى حاجة مجتمعية تقدمنا ببحثنا العملي لمحاولة إيجاد أجوبة على كثير من الأسئلة المطروحة ، فإما نفشل أو ننجح، فحلقة البحث فرصة نادرة لاختيار مدى صوابية المعلومة، أما في حال بقيت المعلومة طي الأوراق أو حتى ضمن العقول ، راكدة ولا يوجد قنوات لتطبيقها فمصيرها أن تصبح آسنة وميتة.
بهذا المعنى كانت الدورة عبارة عن كورس تدريبي تم اختياره بدقة من أجل إكساب المتدربين علوماً عصرية تساعدهم على حل كثير من الأزمات الراهنة المتعلقة بالفهم الإداري، مثل مفهوم التنمية الإدارية والتنمية الاقتصادية ودور الاقتصاد في تحسين المعيشة.
الأستاذ إياد خضور ـ محاضر في الدورة ـ إجازة في الاقتصاد دبلوم تأهيل تربوي تحدث عن المحور الاقتصادي في الدورة فقال:
الدورة غنية بالمعلومات الاقتصادية التي تلامس الواقع والظواهر الاقتصادية التي كانت مبهمة بالنسبة للمتدربين ، حيث تم سرد التطور التاريخي للنقد بدءاً بنظام المقايضة وصولاً للنقود الخطية، مروراً بالقواعد النقدية الذهبية وغيرها، وتم شرح علاقة الذهب بالدولار وعلاقة الدولار بالعملات المحلية والآثار المترتبة على قيمة الليرة السورية ماقبل الأزمة ومابعدها، وتم شرح النظريات النقدية في قيمة النقود، والتعريف بالتضخم النقدي والانكماش الاقتصادي والآثار السلبية المترتبة عليها وأساليب المكافحة لها بما يلامس الوضع الاقتصادي الحالي في سورية في ظل الأزمة.
ويمكن القول: إن المدير الناجح يجب أن يكون على دراية تامة بالأمور الاقتصادية بما فيها التضخم وتقلبات قيمة العملة والظواهر الاقتصادية التي قد يواجهها خلال عمله.
تجاوب المشاركين كان جيداً من حيث الأسئلة المطروحة والنقاشات الإيجابية.
مع المتدربين
علي الصالح- خريج تجارة واقتصاد- تسويق إلكتروني- موظف قال: هذه الدورة تعتبر نوعية ومميزة في تأهيل كادر بشري لامتلاك المهارة في آلية العمل الإداري والتنموي والاقتصادي، وتسليط الضوء على العديد من المفاهيم اليومية والحياتية التي تخص الوطن والمواطن، بحيث يكونون رسلاً بنقل المعلومة الصحيحة وتطبيقها من خلال التواصل الإيجابي والفعال.
مواضيع الدورة المهمة بالنسبة لنا كمتلقين هي المهارات البشرية في التنمية الإدارية لتطوير العمل الإداري والمؤسساتي الصحيح ، ومحاضرات نوعية في الاقتصاد والبيئة الآمنة وأمن المؤسسات والشركات والمعامل للوصول إلى جودة المنتج .
نشكر القائمين على الدورة والمساهمين فيها ، لما فيها من فائدة على المتدرب والمؤسسة التي يتبع لها ، وأشكر جريدة الفداء على اهتمامها ونأمل استمرار هكذا دورات نظراً للفائدة الكبيرة منها والحاجة الماسة إليها.
جمانة القطريب ــ موظفة ـ قالت : الدورة رائعة من حيث المعلومات لنا كموظفين، من ناحية المعلومات العامة عن الإدارة والعمل المؤسساتي وطريقة التعامل مع الوضع الاقتصادي الراهن .
تم في هذه الدورة العمل وفق «الفريق الواحد» والحصول على معلومات جديدة، كنا نجهلها سابقاً ونجهل التعامل معها.
نصار الجرف

 

المزيد...
آخر الأخبار