أطفالنا وثورة التكنولوجيا

الأطفال فئةٌ عمريةٌ ما زالت تنمو جسديّاً وفكريّاً، ولكن تمكنت التكنولوجيا الحديثة متمثلةً بالأجهزة المختلفة أن تساعِد في التطوّر الفكري للأطفال إذا ماتم استخدام هذه الأجهزة بنوعٍ من الحذر، فالأطفال يجب ألا يجلسوا فتراتٍ طويلةٍ أمامها ، كما أنّ على الوالدين مراقبة ما يفعله الأطفال باستخدام هذه الأجهزة ومحاولة توجيههم إلى البرامج العلمية التي تزيد من قدراتهم.
ومن وجهة نظر العلم تقول الاختصاصية بعلم النفس سها سرور: «في الفترة الأخيرة أثبتت الدراسات والأبحاث أن مشاهدة الطفل وقضاءه وقتاً طويلاً على الأجهزة الذكية يتخللها علل مثل انخفاض مستوى التركيز والانتباه للطفل، بالإضافة إلى السمنة المفرطة وأعراض العنف والتوحد وأيضاً مشكلات الأرق وحبهم للسهر، وتأخر النطق وعدم القدرة على التعامل مع المحيطين حوله، ما يجعله يتراجع اجتماعياً ،غالبية الأطفال في خضم الثورة التكنولوجية الحالية نجدهم أكثر كسلاً مما كان عليه الأطفال سابقاً ولهذا فسوف ينشأ منهم جيل كسول وغير منتج وأيضاً يعاني من علل كثيرة يسببها إدمان التكنولوجيا حيث إن الصرع، والسمنة، والسكري وغيرها من الأمراض من مسبباتها التكنولوجيا الحديثة كانت سابقاً الألعاب الشعبية مثل الجري والقفز وبناء البيوت الصغيرة تمنح للطفل لياقة جسدية ونشاطاً وصحة وأيضاً نضوج ذهني وتركيز عالٍ أي بمعنى أنها كانت صحية أكثر بكثير مما نحن فيه الآن ولايمكننا تجاهل الاستخدام المفرط للتكنولوجيا عند الآباء والأمهات والذي بدوره ينعكس على الأبناء، وهنا يجب علينا كمهتمين وتربويين وأولياء أمور أن نعمل على توجيه الطفل نحو المصادر التكنولوجية الأمثل لاكتساب معارفه وتطوير مهاراته الاجتماعية مع مراعاة التوازن في الوقت الذي يقضيه الطفل خارج عالمه التكنولوجي حيث يمكنه ممارسة الأنشطة المناسبة لعمره وأيضا تكليف الطفل بواجبات منزلية تبعده قليلاً عن عالمه التكنولوجي وبنفس الوقت تعمل على تفتيح ذهنه وتنشيط أعضاء جسمه على ألا تكون الواجبات مرهقه ولا تتناسب مع عمر الطفل. كما يستلزم الأمر من الجهات المعنية تسخير الطاقات البشرية والمالية لتوفير البديل التكنولوجي المناسب الذي يتصدى للتكنولوجيا الدخيلة التي تؤثر سلباً على أطفالنا في المجالات المعرفية والاجتماعية.
الخطوات التي ينصح بها الخبراء في هذا الشأن وضع الكمبيوتر في مكان يسهل الوصول إليه وسط المنزل.. فإذا لاحظ الأب أو الأم أن الصغير قد استمر كثيراً أمام الكمبيوتر يمكنهما طرح أسئلة بريئة في ظاهرها مثل: أي موقع تتصفح.. هل هذا هو لونك المفضل؟ لاتتعب عينيك بالتركيز… ما اسم هذه الشخصية الكارتونية أو الفيلم الكرتوني؟
رفقاً بأطفالنا ولننتبه لهم جيداً وبالأخص في هذا الوقت حيث اقتحمت التكنولوحيا حياتنا دون استئذان.
أطفالنا هم المستقبل فلنعدهم ليكونوا مستقبلا زاهراً.
ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار