تشهد مدينة سلمية عاماً بعد عام تزايداً ملحوظاً في أعداد المصابين بداء اللشمانيا الجلدي ما يعد مؤشراً مخيفاً لاحتمال حدوث تشوهات بنسبة عالية لدى المواطنين، ولاسيما أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تعد مساعداً أساسياً لانتشار هذا الداء، أهمها تردي الأوضاع الصحية والبيئية وانعدام الخدمات في كثير من الأحياء والقرى، وانتشار النفايات بشكل عشوائي مع بطء في ترحيل القمامة وانتشار المستنقعات الملوثة وغياب شبكات مناسبة للصرف الصحي، جميع هذه العوامل تجعل من الطبيعي بل البدهي أن تتحول اللشمانيا من مرض وافد وزائر مؤقت الى داء مقيم ومستوطن غير مرغوب به.
فلم تكن اللشمانيا موجودة في مدينة سلمية ولكنها مع بداية الأزمة ظهرت بعض الإصابات الوافدة تركزت في أطراف المدينة والقرى مثل صماخ.
ماهو العلاج؟
قد يكون العلاج متاحا حاليا لدى المنطقة الصحية بسلمية إلا أن ذلك لا يعني أنه الحل الأنجع ،إذ إن خطورة المرض تبقى قائمة مادامت مقومات ومسببات الداء موجودة وأهمها تردي واقع النظافة والازدحام السكاني وانتشار الكلاب الشاردة بكثرة والجرذان ووجود الحظائر ضمن الأحياء السكنية.
ماذا تفعل الذبابة الرومنسية ؟
ويعد اللشمانيا مرضاً جلدياً اتخذ عدة تسميات مثل حبة حلب وحبة السنة ويصيب المناطق المكشوفة من الجسم، أما العامل المسبب له فهو طفيلي اللشمانيا تنقله أنثى ذبابة الرمل وتنشط من الغروب حتى الفجر لذلك يسميها بعض الأشخاص (الذبابة الرومانسية).
وفترة حضانة المرض هي الفترة التي تبدأ بلدغة الحشرة ودخول الطفيلي للجلد وتنتهي بظهور الحبة وتمتد من أسابيع إلى أشهر (شهرين وسطياً).
حملة الوقاية من اللشمانيا
وحرصا منها على سلامة وصحة المواطنين تقوم المنطقة الصحية بسلمية بتقديم الرعاية الصحية والطبية المتنقلة بهذه الاصابة في جميع المراكز الصحية كالمركز الاشرافي وفي الكافات وبري الشرقي وصماخ وصبورة وتل عبد العزيز والسعن وعلي كاسون ، ويعطى العلاج على أنواع مثل العلاج الموضعي والعلاج بالتبريد والعلاج العضلي .
وتم العمل على الحملة من قبل المنطقة الصحية في سلمية لمدة أربعة أيام متتالية بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية وتضمنت المبيدات الحشرية وفق خطة محددة وحسب التوزيع الجغرافي للإصابات .
كما تم توزيع ناموسيات لكل مريض يتم علاجه، وكذلك تقديم محاضرات تثقيفية مع توزيع بروشورات تتضمن التعريف بالمرض وطرق الوقاية والعلاج .
تعليمات وقائية
وخلال الحملة يتم إعطاء مجموعة من التعليمات للمصابين أثناء فترة العلاج للحد من انتشار الاصابة مثل تغطية الحبة والنوم تحت الناموسية وترحيل القمامة بشكل دوري وتركيب شبك ناعم للنوافذ والأبواب.
أهمية الحملة
وتتضح أهمية الحملة كون اللشمانيا مرضاً سارياً ومعدياً وهنا تكمن الخطورة ولاسيما أن الناقل له موجود ضمن البيئة وهو ذبابة الرمل، وأيضاً الوضع البيئي السيء الملائم لانتشار المرض وتفشي الإصابات وتفاقم أعدادها وانتشارها بشكل سريع وكبير .
ومع ذلك فإن المراكز الصحية في مدينة سلمية تقدم العلاج بشكل مستمر للمصابين والمتضمن إجراء تحاليل مخبرية وفحوصات سريرية مع أخذ العلاج المناسب سواء بالحقن الموضعي للحبة أو العلاج الآزوتي.
٦٩ إصابة في شهر حزيران
وبلغ عدد الإصابات باللشمانيا خلال شهر حزيران الماضي ٦٩ إصابة.
رئيس المنطقة الصحية بسلمية الدكتور رامي رزوق أكد على الجهود الحثيثة والمتواصلة التي تقوم بها المراكز الصحية للحد من انتشار داء اللشمانيا والعمل للسيطرة عليه إلاّ أن مجموعة من التحديات والصعوبات تقف دائماً أمام ذلك ومن أهمها الوضع البيئي غير المخدم بشكل كامل سواء في المدينة أو الريف والذي يساهم في انتشار مرض اللشمانيا وكذلك عدم القدرة على القيام بالتقصي البيئي والمحاضرات التثقيفية المجتمعية للتعريف بالمرض وخصوصاً في أطراف المدينة لعدم توافر وسائط النقل .
ويتابع: ومن خلال أعداد الإصابات سنوياً يتبين لنا أنها في تزايد في كل عام عن سابقيه، إذ ارتفعت في عام ٢٠١٩ تلك الأعداد بسبب كشف الفرق الجوالة لها بعد وصولها إلى القرى البعيدة والمحررة وتثقيف أهلها وإرسالهم إلى المراكز الصحية للكشف عن الإصابات وأخذ العلاج اللازم .
سلاف زهرة