القصيدة تابعة لصاحبها باعتبارها انعكاساً لعالمه الداخلي، فقد كونها من مخزونه المعرفي من جهة، ومن مدى أجنحة الخيال لديه من جهة ثانية، وهناك أشياء تبدو أنها عصية على التحديد أو التوضيح. هذه الحالة العامة للشاعر و الناقد الساخر المعروف بلقب أبو الظل و هو غازي اسماعيل قشمر من مواليدسلمية ( 1939 – 2015 ) ، كما أنه أبحر في المسرح و كتب عدة مسرحيات منها :
/بيطري في عالم النفس و طائر البجع و سالك بصعوبة/ ، و كان أبو الظل يعترف بخيباته المتعددة و المتكررة ، فما كان منه أن اعتكف في أرضه الزراعية مع خيمته التي أصبحت الصديقة و الملهمة للشاعر الساخر ، بعد أن غص بكل ضحكة سجلها في زمانه . ومن نهفاته الجميلة قصيدة كتبها و هو رازح تحت ألم ضرسه فقال :
ضرس يفكر كيف يقتلني/ وأنا أفكر كيف أخلعه
إذ لا اتفاقاً بيننا أبداً/ أين الطبيب وأين «مخلعه
إن جئت بالحسنى أفاوضه/ ما صفقة الخسران تردعه
أو جئت بالموس أهدده/ والله ما هذا يفزعه
شريف اليازجي