التنمر الإلكـترونـي خطر يداهم حياتنا

مع تطور الحياة ودخول التكنولوجيا إلى كل بيت، بدأت بعض الأسر الميسورة إلى حد ما اقتناء الموبايل وتسليمه إلى أفراد العائلة حتى وصل إلى يد الأطفال ،دون مراقبة من الأهل،وفي بعض الأحيان يستخدم هذا الجهاز الصغير في الحجم الكبير في تقديم المعلومات للأذية والابتزاز،وهو ما يمكن أن نطلق عليه التنمر الإلكتروني،وعن التنمر وأشكاله وأنواعه كان لنا هذا اللقاء مع الباحثة رغداء خير بك،بداية عرفت التنمر الإلكتروني بأنه:
فعل عدائي يقوم به المتنمر إلكترونيا باستخدام التقنية الحديثة ضد طرف آخر بغرض إلحاق الضرر به مادياً، معنوياً اجتماعياً،نفسياً.

-أشكال التنمر الإلكتروني
تتابع خير يمكن أن يكون التنمر على شكل:
-رسائل التهديد التي تصل من مصدر مجهول إلى البريد أو الحساب الشخصي في تطبيق ما وتكرار الفعل.
– التعليقات غير اللائقة اجتماعياً وأخلاقياً على صورة خاصة،أو مقال منشور على الانترنت،وتداوله بين أوساط المجتمع.
– التصوير من غير علم الطرف الآخر ،ونشر صوره على وسائل التواصل المختلفة ،بهدف إلحاق الإيذاء به.
-نشر شائعة أو معلومات عن الطرف الآخر بهدف الإساءة، وتشويه السمعة.
-نشر صور حقيقية أو معدلة يبدو فيها الطرف الآخر في وضع لا يرغب الآخرون في مشاهدته.
-حقوق الملكية الفكرية وتخريب المعلومات ،وسوء استخدامها.
-الدخول غير المصرح وغير القانوني للشبكات بهدف الإساءة للآخرين.
-التجسس من خلال تطبيقات صممت بهدف اختراق الخصوصية.
-الاتصال الهاتفي من طرف معروف أو مجهول يقوم فيه بنشر شائعات عن طرف آخر،يهدف من خلاله الإضرار بالآخر وتشويه سمعته.
-انتحال الشخصية،ونشر مشاركات إلكترونية مختلفة تسيء للآخرين.
-التحايل وتسريب معلومات لا يرغب الطرف الآخر مطلقا في إطلاع أحد عليها.
-النبذ أو الاستبعاد الإلكتروني ويحدث عندما لا يرد شخص ما على رسالة إلكترونية أو فورية بالسرعة المتوقعة.
الوسائل المستخدمة في التنمر الإلكتروني
تقول خير بك:
-التراسل الفوري باستخدام البرامج أو التطبيقات المختلفة.
-البريد الإلكتروني
-التراسل النصي
-مواقع شبكات التواصل الاجتماعية.
-غرف المحادثة (الدردشة)
-المدونات المختلفة-لوحات الحوار(تستخدم للتعليق على موضوع معين) ألعاب الانترنت.
فمثلاً تقول خير بك: معتصم النهار تعرض منذ فترة وجيزة لحالة تنمر إلكتروني ،حيث تم نشر صورة قديمة له ،تلاعبوا بالصورة وبدؤوا يسخرون منه ،ورد عليهم: بأنه هو من وضع الصورة ، وقال: يجب ألا نخجل ،رغم أن الصورة من أحد المسلسلات وليست صورة شخصية.
وتوضح خير بك الأضرار الناتجة عن التنمر الإلكتروني: فقدان المعلومات والبيانات الهامة.
اختراق الأنظمة والقوانين يؤدي لتفكير الضحية في المشكلة،مايسبب له تأخرا دراسيا أو فقدان عمله أو علاقته الاجتماعية.
التشهير بالآخرين والسخرية منهم. العزلة عن المجتمع المحيط. فقدان كلمات الدخول الخاصة والحسابات المهمة.
قد يقوم المتنمر بالدخول غير المشروع على الصور الخاصة بالآخرين ونشرها دون علمهم.
اختراق الهواتف الذكية.
وتتابع خير بك :في الغالب يتسبب المتنمر بالإيذاء النفسي للطرف الآخر،ومن الممكن أن يكون المتنمر الإلكتروني شخصاً يعرفه المستهدف أو شخصاً غريباً على شبكة الانترنت، أو يكون مجهول الهوية، وقد يطلب المشاركة من أشخاص آخرين على شبكة الانترنت والذين لايعرفون المستهدف وهو مايسمى (التكديس الكربوني)
طبعا هذا الأمر والكلام لخير بك يؤدي لأذية نفسية ،فقد نشرت مجلة البحوث النفسية والاجتماعية للفضاء الإلكتروني تقارير حول الآثار الحرجة فيما يقارب جميع المحبين تمثلت بما يلي :انخفاض احترام الذات،الوحدة ،خيبة الأمل،عدم الثقة بالناس،وقد توصل بعضهم للقتل عن طريق الانتحار فيصبح لديهم زيادة في التفكير في الانتحار ،الانتقام،الخوف الدائم والإحباط والغضب والاكتئاب.
أما عن أنواع التنمر فتقول: لفظي:الشتم والسباب. جسدي:الاعتداء بالضرب (تحية لمن أصدر قرار منع الضرب في المدارس) اجتماعي:تشويه سمعة الآخرين. نفسي:تنمر في العلاقة الشخصية والعاطفية.
ماهي أساليب علاج التنمر الإلكتروني؟
سبب تعدد مصادر التنمر الإلكتروني قبل المدرسة ،المحيط القريب ومصادر بعيدة توجب على كل جهة ذات علاقة بالأمر وضع حل يتناسب وطبيعة الفئة العمرية والبيئة المحيطة.مثال:الأسرة يجب أن تعرّف أبناءها بأسلوب يفهمه الأبناء على قواعد ضبط استخدام الانترنت وآلية التواصل مع الآخرين من خلال برامج التواصل المختلفة أيضا،واللجان الاجتماعية والجمعيات التعاونية.
المدرسة: يتجلى دورها من خلال:-تدريب الكوادر المدرسية المختلفة على الحالات التي تنجم عن حدوث التنمر الإلكتروني.
-إعداد البرامج التوعوية الثقافية التي تشرح ماهية التنمر الإلكتروني.
-توظيف البرنامج الصباحي (الإذاعة المدرسية) في التعريف بالتنمر الإلكتروني.
إعداد فريق مدرسي مؤهل وقائي له مهام يعمل على تحقيقها ويقوم بجمع الملاحظات والظواهر التي تدل على وجود تنمر إلكتروني بالمدرسة.
-حث الطلاب وكسب ثقتهم في الإبلاغ عن حالات التنمر الإلكتروني التي قد يتعرضون لها.
الإعلان من قبل إدارة المدرسة عن العقوبات القانونية التي قد تطال الفاعل.
أولياء الأمور: عليهم مراقبة الأبناء عند استخدامهم للأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل المختلفة.
-استعراض المواقع الإلكترونية التي يزورونها باستمرار والتعرف على ماهية المادة التي تقدمها تلك المواقع.
-وضع قوانين أسرية يمكن لها الحد من حدوث حالات تنمر إلكتروني ،مثل عدم الحديث مع أشخاص مجهولين،وعدم فتح أية رسالة من جهة مجهولة.
-أهمية إبلاغ الأهل في حال حدوث حالات تنمر إلكتروني مهما كانت. تحديد أوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعية ، ولا يكون متاحاً لهم على مصراعيه.
-أهمية التعاون والتواصل مع المدرسة في هذا الشأن.
دور الجمعيات التعاونية: نشر الوعي بمدى خطورة التنمر الإلكتروني بين أفراد المجتمع من خلال برامج التعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل:المعاهد المتخصصة والجامعات في إقامة ندوات توعوية.
وأخيراً:
علينا نحن كأهل وكمهتمين أن نحمي أطفالنا وأنفسنا من الاستخدام الخاطئ للأجهزة الالكترونية الحديثة، والتي يمكن أن توصلنا لأشياء لاتحمد عقباها.
جينا يحيى

المزيد...
آخر الأخبار