هي والعطر

قدم لها حبيبها بخشوع الحب وشفافيته ، وبغفلة عن أعين الناس زجاجة عطر وقبلها هامساً :
كل عام وأنتِ حبيبتي !
في يوم ميلادك أودّ أن أحمل إليك عطور العالم وأن أطوف البلاد ، وأجوب الكواكب آتياً بالنجوم في عقد يزين جيدك الجميل ! .
أجابته وبأعماقها ملايين الكلمات والحروف تود قولها :
ــ شكراً حبيبي !
واحتضنتها بأصابع مرتعشة كأنها تمتلك كنوز الدنيا
كم هي مشتاقة إليه ..! كم تتمنى أن تعانقه وتمطره قبلاً! .
وتمنت بصمت :
اهدائي أشياء كثيرة مازلت أحتفظ بها قبل رحيله ، أهداني عقد ياسمين وقال لي :
اذكريني محبوبتي ، أتمنى أن نبقى معاً للابد ، ويظل عبير الياسمين يتضوع على صدرك وعنقك مدى الحياة ..
في هذه اللحظة أشاهد الشمس تشرق من أقاصي قلبي ، وأرغب أن أقبل الجميع فرحاً وغبطة ، وبلمسة ناعمة .. تطاير رذاذ العطر حول عنقها فخلق فضاءات كانت تعيشها معه .
تطلعت إليه بلهفة :
أخيراً عدت ! آه كم انتظرتك ! . كم أحضرت إليك وروداً رائعة الجمال لكن كان عمرها قصيراً . لأنها لا تتقن الكلام ، فهي بلا شفاه .
ــ عدت حبيبي ! كم كنت مؤمنة أنك ستعود رغم كل شيء .. ثمة أصوات تدعوك لتراني ، وتحضر معك زجاجة العطر فهي أثمن مالديّ .
لم أنسى أصابعك وهي تداعب حبق ضفائري . لم أنسى يديك وهما تطوقاني بعنف واشتياق .
ألف نداء دعاك للعودة . ألف نجم راقبنا حتى تلاشى في أعيننا .
اليوم أرجعتني للخلف أعواماً طويلة . عندما التقيتك اعتراتني مشاعر متناقضة لم أستطع إخفاءها عن أعين الناس ، وتساءلت كيف أطفئ وهج هذا الحب . ؟ كيف تموت مشاعر فوق مستوى العشق ؟ أنا أحبك فوق التعبير ، ولا أستطيع أن أتخيل حياتي من دون هذا الحب .

رامية ملوحي

 

المزيد...
آخر الأخبار