يغلب هذه الفترة لدى معظم المواطنين الحديث عن الأسعار فالارتفاع الجنوني للأسعار والتي لم تعرف حداً تقف عنده بات يؤرقهم كيف لا ومتطلباتهم كثيرة وملحة، ولا مفر لأي منها وازداد الطين بلة بسبب تزامن أكثر من مناسبة مع بعضها البعض ومن ناحية أخرى الفلتان الحقيقي الذي تعيشه أسواقنا دون حسيب أو رقيب المواطنون أجمعوا القول على أنه شهر المتاعب وشهر المصاريف، وحسب قولهم إنه الشهر الذي يحتاج إلى هز أكتاف بكل معنى الكلمة، وسيكون الهز أكبر مع زيادة الطلبات وكذلك الأسعار.
تقول سلمى تحضير المؤونة عادة قديمة عند جميع ربات البيوت وذلك بتخزين الخضراوات والفواكة وإعدادها كونها متوافرة في الصيف وبأسعار رغم ارتفاع أسعارها تبقى مقبولة قياساً للشتاء. ولكن هذا العام و في ظل الظروف الحالية من هي الأسرة القادرة على صناعتها وتخزينها وعلى ما يبدو إن أسراً كثيرة ستنسى هذه العادة وتستغني عن صناعة المؤونة لأنه بالكاد تؤمن حاجاتها اليومية وخاصة أنه توجد مناسبات أكثر إلحاحاً كالتحضير للمدارس والتي لا مفر منها.
أصبحنا نستغني عنها الصنف تلو الآخر
مروة عساف قالت: لم نكن نترك أي صنف من الفواكة والخضار الصيفية إلا ونقوم بتخزينه من المربيات والمخللات وتخزين مشتقات الحليب وذلك لتوافرها في الصيف بكميات كبيرة وبأسعار معقولة ولكن عاماً تلو الآخر أصبحنا نستغني عنها صنفا صنفا فالبامياء تباع بين 600-700ليرة وبالتاكيد العائلة المكونة من أعداد أفراد كبيرة لن يكفيها كيلو أو اثنين وانخفض سعره وخفت جودته والبندورة تباع بين 125-150ليرة أما الحليب فعنه حدث ولا حرج بعد أن أصبح الكيلو الواحد يباع بـ 225-250 فكيف لنا أن نصنع الجبنة أو القريشة وغيرها في حين أننا كنا في السابق
نصنع ما يكفينا طيلة الشتاء وتابعت حديثها قائلة صناعة المؤونة تحتاج إلى راتب شهر بأكمله فهل نصنع المؤونة ونمضي بقية أيام الشهر من غير مصروف، بالطبع هذا غير ممكن لأنه توجد أولويات أكثر إلحاحاً حضرنا نصف ما كنا نحضره سابقاً لم أستطع تحضير كل الأصناف ولا الكميات التي أحتاجها لذا اقتصرت على صناعة أنواع محددة وكميات محدودة، هذا ما بدأت به غصون حديثها وتابعت قولها نرغب بصناعة المؤونة في البيت لأنها أنظف وألذ والمأكولات الجاهزة مرتفعة الثمن وغير كافية أي إنها غير اقتصادية لذا اخترت الأصناف التي أسعارها مناسبة وقمت بتخزينها كالفاصولياء التي انخفضت أسعارها هذا العام بشكل ملحوظ عن العام السابق والباذنجان والقرع وعلى قول اللي مو بيدك بيكيدك.
أكلة محببة المكدوس
الأكلة المحببة عند الصغار والكبار والتي أصبحت مكلفة جداً بسبب ارتفاع مكوناتها الأساسية والمتعددة بدءاً من الجوز إلى الفليفلة والزيت والباذنجان وحتى الثوم الذي ارتفعت أسعاره هذا العام فمهما كانت الكمية قليلة فإن صناعة هذا الصنف يحتاج إلى ميزانية كما أكدت هناء العجلاوي حيث قالت كيلو الفليفلة بـ 225-250 والجوز سعر الكيلو بـ3500-4000ليرة وعن أاسعار الزيت حديث آخر سواء زيت الزيتون أو حتى دوار الشمس فهذا العام لست قادرة على صناعة أاكثر من 25 كيلو علماً أنني كنت أصنع 100 كيلو فقط حتى لا أحرم أطفالي من أكلة محببة ومفيدة.
أما علاء قيمر قال تزامن المناسبات هو الذي أرهق المواطنين من ذوي الدخل المحدود فلا نعلم من أين نبدأ وماذا نشتري والأسعار رغم كل ما نسمع عن ضبطها ومراقبتها إلا أنها كل يوم في ارتفاع جديد وأصحاب المحال كل يبيع وفق هواه ومزاجه والتفاوت في الأسعار بين المحل والآخر على عينك يا تاجر أما المواطن هو من يدفع الثمن دائماً.
وأضاف قائلاً الأسعار ليست عادية والمواطن لم يألفها كما يظن التاجر ولكنه مكرها أمام شراء حاجياته الأساسية التي لايمكن الاستغناء عنها.
ماذا يقول أصحاب المحال؟
هؤلاء أجمعوا القول بأن جميع السلع والمواد متوافرة صحيح أن أسعارها مرتفعة وهذا يعود إلى ارتفاع تكاليف زراعتها وأجور نقلها من أما كن زراعتها إلى أماكن بيعها وأجور اليد العاملة عدا عن ظروف الطقس التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى تلف هذا المحصول أو ذاك وبالتالي يصبح الطلب كبيراً والعرض قليلاً بالنسبة لنا سنبيع كما نشتري بقليل من الربح لأنه لكل منا أسرة مسؤول عن إعالتها وتليية متطلباتها ولا نعمل كي نخسر بالعكس نحن نتمنى أن تنخفض الأسعار حتى نبيع أكثر.
تؤكد قيامها بمهامها
أما الجهات المعنية فتؤكد في كل مرة نتوجه بسؤالها أنها غير قادرة على وضع مراقب على كل محل وهناك سلع كالخضراوات مثلاً ترتبط بوفرتها وتخضع أسعارها للعرض والطلب وبعضها أصبحت في نهاية موسمها وأيضاً تؤكد أنها تلزم التجار بوضع الإعلان عن الأسعار .
وأنها تخالف كل من لا يلتزم وتزيد من دورياتها أثناء المناسبات ونحن نقول: المواطن لا يشتكي من فراغ ولا بد من محاسبة كل من يتلاعب بقوته ولقمة عيشه التي لم يبق له سواها.
نسرين سليمان