وصلتني رسالة (شكوى) من مواطني قرية دير الصليب بمصياف, الرسالة تجمع يبن الطرافة من جهة وبين الذكريات المفرحة والمحزنة من جهة أخرى.
وسأكتفي بعرض بعض ماجاء فيها.. يقول الشاكي لا أعرف السبب الذي دفعني لقرع كل أبواب الجهات المعنية الفرعية والمركزية لكن دون جدوى. استنجدت بكافة الوسائل الإعلامية للوقوف على حقيقة هذا المشروع.. منها استجاب وأخرى لاحياة لمن تنادي.. واليوم نخاطب (الفداء) منبرنا.. ملاذنا الأخير.
يضيف الشاكي.. كنت أذهب مع والدي رحمه الله في بداية القرن الحالي إلى مدينة حماة ليتقاضى راتبه التقاعدي وكنت حينها طفلاً صغيراً وكان والدي يستغل هذه الفرصة ليعرفني على أسباب الحفريات الموجودة في الطريق الرئيسي وبعض الدخلات الفرعية في القرية.. وكان حينذاك مشروع الصرف الصحي في طور التنفيذ لمراحله الأولى.. وأشار والدي إلى مرحلة المشروع الأولى وقال:
هذا يابني مشروع صرف صحي يخدم القرية.
ومضت الأيام وصرت شاباً وتزوجت وشاء القدر أن لاينجز ذاك المشروع بشكل كامل حيث بقي السكان يعتمدون على الحفر الفنية التي تفيض وتتسرب إلى البيوت السكنية والشوارع الرئيسية.. وشاء القدر أن يرافقني ولدي الصغير إلى حماة وعرفته على مستنقعات المياه الآسنة التي تتسرب من الحفر الفنية بسبب عدم استكمال وإنجاز مشروع الصرف الصحي في القرية.. أليست مفارقة غريبة وعجيبة وتحمل السخرية والألم بآن واحد.. أكثر من عشرين عاماً والمشروع المذكور لم ينجز بعد، وقد يحتاج إنجازه ووضعه بالاستثمار بشكل كامل لسنوات قادمة, أي مشروع صرف صحي هذا الذي استمر إنجازه طوال هذه الفترة من السنين ولم ينجز ويوضع في خدمة أهالي وسكان القرية.. فهل سيتكرر المشهد مرة ثالثة و يصبح الطفل أباً ولايزال مشروع الصرف الصحي في قرية دير الصليب دون استثمار.. وأين الجهة المشرفة.
ولماذا السكوت كل هذا الوقت على الجهة المنفذة.. ولو أن الجهة المتعهدة قامت كل شهر.. بل كل سنة بحفر متر واحد طولي في هذا المشروع لانتهي هذا المشروع ووضع في الخدمة.
فلماذا الاهمال والتأخير بإنجاز مشروع صرف صحي بيئي يقدم خدماته لآلاف المواطنين ويخفف عنهم أعباء التلوث البيئي.
الرقابة