كتب المفكر والناقد الأدبي عطيه مسوح عن الشاعر نديم محمد قائلاً:
الشاعر العاشق نديم محمد, رائد التجديد الرومَنسيّ في الشعر السوريّ, هو أحد الشعراء الذين أسهموا في تكوين ثقافتنا الشعريّة, إذ كنّا نقرأ بشغف شعره العاطفيّ الذاتيّ, ونحفظ الكثير من أبياته ومقاطعه مذ كنّا في مرحلة الدراسة الثانويّة, أي في أوائل ستينيّات القرن العشرين. ونديم محمد من أهم الشعراء الذين شكّلوا الجناح السوريّ للمدرسة الشعريّة الإبداعيّة (الرومانسيّة) التي مثّلت جماعة أبولو جناحها المصريّ, على حدّ تعبير الأديب المفكّر محمد كامل الخطيب. كان ديوانه (آلام) من أشهر الأعمال الشعريّة وأكثرها انتشاراً بين القراء, ولا سيّما الشباب, من محبّي الشعر ذي النزعة التجديديّة الذاتيّة. وهو ثلاثة أجزاء صدر أوّلها في ثلاثينيّات القرن الماضي. و(آلام) تصوير شعريّ رفيع المستوى لتجربة حبّ جعلت حياة الشاعر ألماً.. لكنّه الألم الخلاّق الذي كثيراً ما يقف خلف الأعمال الفنّيّة العظيمة.
من القصيدة الثانية (النشيد الثاني) في الجزء الأوّل, اخترتُ لكم الأبيات التالية:
صوّر الكونُ من خيالكِ أشكالاً تَوالى مع الضحى والمساءِ أنت في الشرق حين أنظرُ والغربِ وفي الماء والثرى والسماء
أنتِ في خطرةِ النسيم على الروض وفي العطر والندى والضياء أنت خمري إذا شربتُ وشكوي حين أشكو ولوعتي وبكائي
أنتِ صمتي وأنت نطقي وشهقي واضطرابي وخشيتي وحيائي
أنت لحني لو كنت أعقلُ لحناً ورجائي لو كان لي من رجاء
أنت في كلّ ما أحسّ وما الكون بعيني لولاكِ.. غيرُ فناء ….. إلى أن يقول البيت الشهير:
أيّها المشفقون.. لا تلمسوا الجرحَ بصدري.. فتوقظوا كبريائي .