بيّن رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية الدكتور عبد الناصر العمر أن هيئة البحوث الزراعية حالياً تعمل على وضع برامج لبحوث استراتيجية متطورة بعيدة المدى تهدف إلى الاستمرار في عمليات استنباط أصناف جديدة من القمح والبقوليات عالية الغلة ومقاومة للأمراض بما فيها الصدأ الأصفر وذات صفات نوعية جيدة للمناطق الزراعية والبعلية عالية الأمطار وأصناف أخرى متحملة للجفاف للزراعة في المناطق الزراعية البعلية قليلة الأمطار وذلك بالتعاون مع المراكز الدولية والجامعات السورية .
وقال العمر: إن الباحثين الزراعيين يقومون باستخدام أحدث التقانات في استنباط هذه الأصناف حيث تم تشكيل فرق بحثية تقوم بأبحاث تهجين القمح والبقوليات ويتم سنوياً إجراء تهجينات متعددة ودراسة سلالات كثيرة منها مع دراسة مواصفاتها التكنولوجية ومقاومتها للأمراض وإنتاجيتها ولا يقتصر إجراء التجارب ضمن مراكز البحوث الزراعية بل يتعداه إلى تنفيذ التجارب التأكيدية الموسعة في حقول المزارعين وبمشاركتهم بهدف استنباط هجن عالية الغلة الحبية ومتحملة للظروف البيئية السائدة مع العلم أن هذه البحوث مستمرة.
وأضاف العمر أنه في سياق الظروف الراهنة فإن الباحثين في الهيئة ومراكز البحوث في المحافظات يتابعون عملهم البحثي وكان لمركز بحوث حماة إضافة للمراكز البحثية الأخرى دور مهم في اعتماد العديد من أصناف المحاصيل ففي القمح الطري تم اعتماد الصنف دوما 6 والصنف بحوث 10 / متحملاً للصدأ الأصفر مخصصاً للزراعة المروية في محافظات دمشق وإدلب وحلب والرقة والقامشلي وقد فازت هيئة البحوث العلمية الزراعية بجائزة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة ( أكساد ) للبحث العلمي ( الجائز الأولى ) عن البحث المقدم بعنوان سلالة مبشرة من القمح الطري أكساد 1133 متحملة للصدأ الأصفر في سورية.
وأشار العمر إلى أنه تم اعتماد صنفين من الفول صنف الفول حماة 3 متوسط البذرة مخصص للزراعة في مناطق محافظات حلب وحماة وحمص وإدلب والغاب وكذلك تم اعتماد الفول حماة 2 كبير البذرة مخصص لزراعة في مناطق محافظات حلب وحماة وحمص وإدلب والغاب وتم اعتماد صنف سوري من الفول السوداني وفي العدس تم اعتماد الصنف إدلب 5 وفي القطن تم اعتماد السلالة حلب 124 بإنتاجية تفوقت على الشاهد حلب 33/1 بمعدل 12% عن القطن المحبوب و13% عن قطن الشعر وزيادة معدل الحليج بنسبة 3% والتكبير والاستطالة بنسبة 6% لكل منهما وباقي الصفات التكنولوجية متقاربة مع حلب 33/1 ومتقارب بتحمله لمرض الذبول الفطري بالمقارنة مع الشاهد.
ونوه إلى أنه في مجال البستنة تم اعتماد 3 أصناف من الكرز وصنفين من الخوخ وصنفين من الزيتون وصنفين من البصل الأبيض والأحمر وصنفين هجين من الكوسا وصنف من البازلاء إضافة لاعتماد صنف واحد من التفاح.
كما أنه ومن المهام الرئيسية لهيئة البحوث تزويد مؤسسة إكثار البذار سنوياً بنوعيات من الأصناف الجديدة المستنبطة من الحبوب والبقوليات والقطن والذرة من أجل إكثارها وتوزيعها على الفلاحين وتوصلت الهيئة إلى تقنيات ري حديث ومتطور تتيح زيادة الإنتاجية بنسبة 25-40% وتخفض من استهلاك المياه بنسبة 30-50% وتم إيصال هذه التقانات إلى الفلاحين.
أما في مجال الثروة الحيوانية فإن المركز يعمل على تحسين إنتاجية الأغنام العواس والماعز الشامي ويتم سنوياً توزيع حيوانات محسنة إلى مشاريع التنمية الزراعية والمربين بغية تحسين إنتاجية قطعانهم من الحليب واللحم والتوائم إذ بلغت إنتاجية الحليب بالمتوسط عند الأغنام 200 كغ بالمسوم ونسبة التوائم 46% بينما بلغت عند الماعز الشامي كمية 358كغ حليباً بالمتوسط ونسبة التوائم 64% مضيفاً بأن العودة وبقوة لتوفير هذا الإنتاج وتصدير مايزيد عن الحاجة لا بد من التركيز على هذا القطاع الزراعي وإيلائه كل الرعاية والدعم وتوفير مستلزماته وهذا ماتوليه الحكومة في الوقت الراهن.
حماة – ياسر العمر