مع بدء العام الدراسي مرحلة تحضيرية يجب أن تسبقه

 

تواجه العديد من الأسر صعوبة مع بدء العام الدراسي الجديد لناحية تعويد أطفالها العودة إلى المدرسة بعد قضاء عطلة صيفية طويلة أمضوها باللعب واللهو والرحلات والتسلية والانتقال إلى مرحلة الدراسة والنظام والجدية من المؤكد لن تكون ناجحة إلا اذا سبقتها مرحلة تحضيرية تشكل فاصلاً بين موسم الإجازة وموسم الدراسة دون أن ننسى الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى وهؤلاء يتوجب علينا معاملتهم معاملة خاصة لمحاولة ترغيبهم قدر الإمكان ولاسيما أن المدرسة تشكل رهبة لدى الغالبية منهم.

تجارب الأهل
قبل الحديث مع الاختصاصيين في هذا المجال لمعرفة نصائحهم التي يوجهونها للأهل للتعامل الأمثل مع أطفالهم وتهيئتهم بشكل جيد للمدرسة حاولنا الحديث مع عدد من الأمهات لمعرفة فيما إذا توجد لديهن تجارب محددة مع أطفالهن أو آراء معينة.
مجدولين محمد قالت: للمدرسة أيضاً دور في جذب الطفل وترغيبه بالدراسة من خلال أساليب عدة ولكن للأسف نفتقد هذا في غالبية مدارسنا فقلما ما نجد مدرسة ابتكرت أساليب جديدة وإنما معظمها يعتمد على أساليب نمطية قديمة علماً أننا نسمع كثيراً عن ضرورة قيام المدرسة بإعداد أجواء معينة وتحديدا في اليوم الأول فمهما كان الأسلوب بسيطاً كتقديم هدية رمزية أو إلقاء أناشيد أو قصة كلها تحبب الطفل بينما لانجد أياً من هذه الأساليب في مدارسنا، وبالتالي مهما حاولنا تقريب الطفل لاننجح.
أحاول تنظيم وقتهم
لينا ابراهيم قالت: أحاول قدر الإمكان البدء بتنظيم وقت أطفالي قبل بدء العام الدراسي بأيام كتحديد مواعيد نومهم ولاسيما أنهم اعتادوا على السهر والنوم لوقت متأخر في الصباح أيام العطلة الصيفية وتنظيم وجبات الطعام لأنه أكثر ما يعاني منه الطفل في الأيام الأولى من المدرسة هو الاستيقاظ باكراً كما شراء المستلزمات المدرسية بحد ذاتها تشجع الطفل للذهاب إلى المدرسة وترغبه بها.
رهام تحدثت عن تجربتها مع ابنها في العام الماضي حيث قالت: عانيت كثيراً حتى استطعت تعويده ولكن أعترف بأن تصرفي كان خاطئاً معه فكنت ألجأ إلى ضربه وتوبيخه وهذا ما جعله يكره المدرسة، ولكن بفضل تعاون المعلمة مع إدارة المدرسة استطعنا تخليصه من شعور الكره للمدرسة.
هذه بعض الحالات فماذا يقول أهل الاختصاص؟
الآنسة عائدة وهبة علم اجتماع توجهت بالعديد من النصائح والتوصيات إلى الأهل فيما يخص تهيئة أطفالهم للذهاب إلى المدرسة وجعلهم يحبونها ويذهبون إليها برغبتهم حيث قالت:
هناك العديد من الأساليب التي يمكن للأهل اللجوء إليها للتكيف السريع مع المدرسة منها طمأنة الأبناء وتشجيعهم على الذهاب إلى المدرسة والابتعاد عن شعور الطفل بأن المدرسة هي وسيلة للخلاص منهم وللأسف كثيراً مانرى هذا عند الأهل كما يتوجب على الأهل الابتعاد تماماً عن أسلوب التوبيخ أو الضرب أو العنف وإلزامهم بالذهاب إلى المدرسة لأن ذلك ينفره منها للأبد ومن المهم أيضاً تحديد مواعيد الخلود إلى النوم لأنه من المعروف أن إجازة الصيف تجعل الأطفال يسهرون ويمارسون عادات الكبار في السهر وهذا يتعارض مع نظام الدرس والانضباط لذلك يحب تعويدهم بشكل تدريجي للنوم باكراً فالنوم من أهم عوامل النمو السليم ويسهم في تحصين جهاز المناعة وبالتالي تكون متابعتهم لدراستهم جيدة كذلك تحديد وتنظيم مواعيد تناول الوجبات فكما تخضع مواعيد النوم للفوضى كذلك مواعيد الطعام فمن الضروري إعادة الأمور إلى نصابها لتنظيم كل تفاصيل حياة الأبناء ومن المهم إعادة انخراطهم بجو الدراسة من خلال تحضير الكتب والدفاتر والحقائب والقرطاسية وإشراك الطفل في اختيارها وإعادة انخراطه بجو الدراسة بقراءة قصة لهم أما الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى فهؤلاء تتضاعف مسؤولية الأهل في تقريبهم من المدرسة من خلال الحديث الايجابي واصطحابه في الأسبوع الأول حتى يشعر بالأمان والاتصال به ويحبذ إلحاق الطفل بمدرسة يوجد فيها أخوه أو أحد أصحابه أو جيرانه ليكون أكثر راحة واطمئناناً .
وللمدرسة دور أيضاً تتابع حديثها الآنسة لينا قائلة: تلعب المدرسة دوراً أساسياً في غرس حبها عند الطلاب وخصوصاً في الأسبوع الأول من خلال الاستقبال اللطيف وغرس الأمان والطمأنينة في نفوسهم ومحاولة إقامة حفلات استقبال بسيطة واللعب معهم والترفيه وإلقاء أناشيد ترحيبية وتقديم بعض الهدايا الرمزية وعدم الدخول مباشرة بالدراسة على أن يكون هناك تمهيد وتدريج وأن يبدأ الدوام في اليوم الأول بساعتين وتزداد خلال الأسبوع، إذ بقدر ما ننجح في الإعداد للمرحلة التحضيرية بقدر ما نساعد أطفالنا في سرعة التكيف مع المدرسة والعودة السريعة إلى نظام الدراسة دون مشكلات أو معاناة سواء على صعيد الصحة الجسدية أم النفسية.
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار