قد يبدو الأمر غريباً لكن في الحقيقة أن الملابس لها لغة خاصة بها وحدها ولألوانها فلسفة مفروضة ، يختص كل لون من ألوانها بأشياء معينة تخصه كان تكون مهنة محددة أومناسبة معينة و قد تختص بأحد فصول السنة.
لعب الثوب السوري المعروف دوراً أساسياً في حياة المرأة السورية بتكوينه وألوانه وزخارفه حيث عكس البيئة السورية مثبتاً علاقة المرأة بواقعها وتشبثها بالأرض أما زخارفه فهي مستقاة من المحيط الذي يعيش فيه صاحبه أو صاحبته فتجد عليه رسومات مختلفة تشمل النباتات و الزهور المحيطة أو زخارف معينة مستقلة من أرض الواقع وأحيانا أخرى تجد عليه صور لحيوانات أو أطعمة.
التزم الجميع بهذا اللباس الذي هو عبارة عن ثوب فضفاض يختلف لونه و زخرفته من منطقة إلى أخرى، أما اليوم فقد اتخذت الملابس اتجاهات أخرى غير السابق فلم تعد للستر فقط بل لإظهار شخصية صاحبها فتارة تظهر الترف و الرفاهية و التميز الاجتماعي فهي غالية الثمن و أسعارها فلكية وتارة أخرى نجدها تنحدر لتختار البالة مصدراً لها لأنها أقل ثمناً وتناسب دخلهم المتواضع.
أخيراً أقول يختلف اللباس حسب الحاجة فهناك لباس العمل الذي يصنع من اقمشة أكثر تماسكاً وبألوان محددة تكون أكثر تحملاً لظروف العمل القاسية ولايمكن التباهي بها خارج إطار العمل.
أما لباس التدين أو الرهبنة و المشيخة فقد حافظ على نفسه حيث يشير إلى التقوى ويعطي صاحبه المزيد من الاحترام والهيبة وقد اختار ثوب طويل فضفاض من اللون الأسود .
أما لباس العساكر فنجد فيه انضباط و صرامة حيث يملأ من يلبسه فخراً و اعتزازاً بأرضه ووطنه.
نجد أخيراً أن اللباس يعبر عن شخصية وميول كل فرد حسب ديكور الملابس وألوانها وطريقة ارتداء ها و المناسبة التي يقصدها صاحب اللباس.
سوزان حميش