حول ( القراءة والحياة ) كتب الشاعر معاوية كوجان ((للفداء قائلاً : أرتاد في الحين تلو الحين بعض المقاهي والمطاعم المنتشرة في مدينة حماة، فيبتدرني مشهد يتكرر في هذه الأماكن التي تزخر بالشبان والشابات، وهذا يدل على انصراف هؤلاء (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25) عاماً إلى استخدام هواتفهم المحمولة وتعاطيهم النرجيلة على حداثة سنهم.
ثمة خطران محدقان يحيطان بالتكوين الثقافي والنفسي والتحصيل الدراسي لهذه الشريحة الكبيرة من شبابنا وشاباتنا.
الخطر الأول هو مصادرة هذا المنجز التقني الذي نسميه (الجوال أو النقّال) لإحساساتهم كافة ولعقولهم وثقافتهم.
هذه الشريحة انصرفت انصرافاً تاماً عن أي نشاط فكري أو علمي أو ثقافي، أوقاتهم كلها تقتل في استعراض ماتجود عليهم بها أجهزتهم هذه الماكرة على عكس مايطلق عليها بالذكية، وجل مايستعرضونه أموراً توافق غرائزهم واهتماماتهم البعيدة كل البعد عن الفضاءات الثقافية لقد أصبح نادراً بل مستحيلاً أن نرى شاباً يشتري كتاباً ليقرأه تلبية لنزعة في نفسه إلى التزود من الثقافة والمعرفة كما أصبح أشبه بالمستحيل أن يرتاد شاب مكتبة المركز الثقافي ليستعير كتاباً لقراءته.
الخطر الثاني الذي يحدق بالشريحة هو معاقرة هؤلاء الشباب النرجيلة هذا السم القاتل بطئ التأثير في المقاهي والمطاعم والنوادي, والغريب بل العجيب في الأمر أن أعمار هؤلاء صغيرة جداً لاتعدو13 عاماً كما نعجب من تفشي هذه الظاهرة في صفوف النساء، فهل لهاتين الظاهرتين الخطرتين من دواء وهل يأتي يوم يرجع فيه شبابنا وشاباتنا إلى القراءة والثقافة والتزود بأنواع المعرفة وهل يملكون في قابل الأيام وعياً صحياً يمكنهم من هجر هذه العادة السيئة فيتجهون إلى ممارسة الرياضة على اختلاف أنواعها، طموحان صادقان أتمنى أن يتحققا في المستقبل القريب.