75 مليون ليرة قيمة مشروع تعبيد شوارع سلمية ..سوء تنفيذ ومخالفة للمواصفات ومحسوبيات وهدر للمال العام !!..الخدمات : وفق المواصفات المطلوبة..مجلس المدينة : التنفيذ عادل وبعيد عن المحسوبيات
تعاني أغلب شوارع مدينة سلمية من واقع سيئ، وكثرة الحفريات والتكسير، ومنذ سنوات لم يتم تنفيذ مشروع تزفيت وتعبيد لشوارع المدينة.
ومنذ أشهر نفذت دائرة الخدمات الفنية بسلمية مشروع تزفيت وتعبيد عدد من الطرق ، ضمن إعانة مالية، قدرها /75 /مليون ليرة سورية ، مقدمة من وزارة الإدارة المحلية .
والملفت للانتباه ويطرح تساؤلات كثيرة، أن الأعمال تنفذ من قبل الخدمات بدون لجنة اشراف ومتابعة من قبل مجلس المدينة، بل إن المجلس كلف عامل حدائق لمتابعة الأعمال بعيداً عن المكتب الفني والمهندسين والمكتب التنفيذي وأعضاء المجلس ، وتم ملاحظة سوء تنفيذ وتعبيد الطرق ورصفها بالحجر المكسر، وبطريقة فرش الزفت يدوياً بدون دحل، وترقيع مواقع عديدة من الطرقات بطريقة سيئة، وبشكل مخالف للمواصفات الفنية، المفروض تحقيقها في العمل، بالإضافة لتزفيت طرق بالمحسوبيات وإرضاء لأشخاص، وهذا ما أكده لنا خبراء ومهندسون وفنيون بالمجلس وخارجه، وهو ما سينعكس سلبياً بالمستقبل القريب ومع سقوط الأمطار على الشوارع التي يتم تزفيتها، لأنها لن تدوم ، وسيكون ذلك هدراً واضحاً للمال العام على أعمال تنفذ، ليس لها الديمومة بدون تخطيط ودراسة فنية وإشراف .
شبكة طرق كبيرة في المدينة
وبناء على معلومات من دائرة المساحة بالمجلس نشرناها سابقاً ، تشير إلى أن مدينة سلمية تمتلك شبكة طرق كبيرة، مختلفة الأطوال والأبعاد والعروض، ومساحة المخطط التنظيمي تبلغ نحو /2200/ هكتار، من هذه الطرق مخدم بالزفت ومعبد ومنها غير مخدم ، ولما يزل ترابياً ، ومنها مفروش بطبقة بحص عادية ، ونسبة الشوارع المعبدة ضمن المخطط نحو /35% / فقط ، وهي متركزة بشكل عام ضمن المدينة القديمة ومركزها ، مع بعض الشوارع الرئيسية ، ويبلغ عدد الشوارع والدخلات بالآلاف ، عدا الدخلات غير النظامية .
وطرق سلمية توقفت مشاريع تزفيتها نتيجة للأزمة التي مرت على البلد ، وكانت آخر المشاريع، تعبيد وتزفيت الكورنيش الشرقي بعام 2006 والكورنيش الجنوبي 2011 ، وتضررت أغلب الطرق والشوارع كثيراً خلال الأزمة ، بسبب مرور آليات ثقيلة ، أدت لاهتراء وتشققات وهبوط ببعضها ، والمجلس كان يلجأ لترميم الحفر .
مع الخدمات الفنية بالمشروع الحالي
مدير دائرة الخدمات الفنية بسلمية المهندس وائل الصهيوني حدثنا عن الأعمال قائلاً: بدأنا العمل منذ الشهر السادس، ومستمرون حسب الإمكانات المتاحة والوارد من المجبول الزفتي، ونقوم بإصلاح وتأهيل وإكساء بعض الطرق والمقاطع المخربة ضمن المخطط التنظيمي بالتعاون والتنسيق مع مجلس المدينة ، وبوجود مندوب مرافق لورشة التزفيت بالأماكن والمواقع المحددة من المجلس وذلك في كل حي على حدة، وبالتتابع وحسب الضرورة وبدون تمييز .
ويتم العمل بدائرة الخدمات بسلمية ، بناء على توجيه مديرية الخدمات بحماة، للقيام بعمليات الترميم والتعبيد والتزفيت للشبكة الطرقية داخل المدينة وريفها ، وذلك حسب الضرورات الملحة ، وبما يخدم أكبر عدد من المواطنين، وخاصة أسر الشهداء بناء على الموافقات الصادرة عن المحافظة للطلبات والكشوف المقدمة من اللجان الفنية التابعة لمديرية الخدمات، وبالتنسيق مع مجالس المدن والبلديات، وتقدير الحاجة والمتطلبات قبل قدوم فصل الشتاء، وبما يخفف عن طلاب المدارس والمواطنين من وعورة بعض الطرقات، ويؤمن سهولة الحركة ضمن الإمكانات المتوافرة.
وفق المواصفات
وعن جودة أعمال التزفيت وسوء التنفيذ ، أجابنا الصهيوني قائلاً : الورشة التي تقوم بالتزفيت تابعة لدائرة الخدمات الفنية بسلمية، وهي ورشة متخصصة بالتزفيت والصيانة ، وتقوم بواجبها على أكل وجه، مع توافر كل الآليات الضرورية للعمل وفقاً للمواصفات الفنية المطلوبة .
سوء التنفيذ ومخالفة المواصفات
وأكدت لنا مصادر خاصة موثوقة بمجلس المدينة، بأن هناك سوء تنفيذ بتزفيت وتعبيد الطرق المنفذة ومخالفة للشروط الفنية الواجب توافرها، وهناك استجرار كميات بحص وفرش طرقات ومد مجبول زفتي بشكل عشوائي ولغايات شخصية من قبل رئاسة المجلس، بمناطق ومواقع عديدة ومتفرقة، وبدون لجنة استلام وإشراف هندسي وفني للمواد المستجرة، وبدون موافقة المكتب التنفيذي ، وتصرف رئاسة المجلس بشكل إفرادي مخالف للمرسوم الجمهوري رقم 107 المادة 61 ، وتكليف عامل حدائق لمتابعة تنفيذ المشروع .
بحص سيئ
كما أكدت لنا المصادر، بأن نوع البحص الذي يتم فرش الشوارع به لتعبيدها، هو من نوع / بحص بدمو / بدلاً من الحجر المكسر، وهذا النوع مخالف للمواصفات، وفي فصل الشتاء يكون عرضة للتفكك ولهبوط الطريق ، وبظل غياب لجان استلام وإشراف ومتابعة ، لايمكن تحديد مدى مطابقة الزفت والسماكة المطلوبة، المفروض توافرها في مثل هذه الأعمال ، ومتابع العمل المكلف هو عامل ليس لديه الخبرة بذلك، وعمله تحديد المواقع لورشات العمل والتصوير.
وتم تكليف الخدمات الفنية بالأعمال، مع أنه من الأفضل عرض المشروع على المناقصة، كما تم وضع مبالغ مالية لدى الخدمات على سبيل الأمانة بدون معرفة الطريقة القانونية التي بموجبها يتم ذلك .
هدر للمال العام
كما أكد مصدرنا بمجلس المدينة ، بأنه تم صرف مبالغ طائلة على رصف الكورنيش الشرقي الذي من المفروض أن يتصل بالكورنيش الشمالي، ورغم حاجة طرقات كثيرة بسلمية أكثر منه ، لم يكتمل العمل بالكورنيش، ولازال مقطوعاً عن الكورنيش الشمالي ولا يمكن استخدامه حتى الآن لعدم جهوزيته الفنية، ويعد هدراً للمال العام بدون فائدة مرجوة للمدينة وأهلها، مع العلم بأن العمل فيه كان طوعياً ومجانياً .
مع رئيس مجلس المدينة
وللإجابة على ملاحظاتنا عن سوء التنفيذ ووجود عامل لمتابعة الأعمال ، وغياب لجنة الإشراف ، وتوقف العمل بالكورنيش الشرقي والشمالي . التقينا رئيس مجلس مدينة سلمية المهندس زكريا فهد الذي حدثنا قائلاً :
إن عملنا بالمجلس على مرحلتين : مرحلة تتم بالتعاون مع الخدمات الفنية ، وهي صيانة الطرقات ضمن المخطط التنظيمي ، للحفر والمقاطع بالزفت ، وهناك مراقب من قبل مجلس المدينة وتحديد المواقع والمقاطع لورشة الخدمات المطلوب صيانتها ، بالإضافة لعمال من المجلس لتنظيف هذه المواقع قبل تزفيتها ، كما بالمقابل هناك مراقب مرافق من قبل الخدمات لمتابعة أعمال الزفت وتنفيذه بالشكل المناسب والمطلوب.
والمرحلة الثانية : هي تعهد / تزفيت من قبل متعهد / لبعض الطرق ، ويوجد لجنة إشراف على الأعمال من قبل الخدمات الفنية ، ولقد تم تنفيذ أعمال تزفيت بقيمة /25/مليون ل.س ، و/27/ مليون ل.س فرش حجر مكسر ، من النوع النظامي ضمن الكتلة المالية البالغة /75/ مليون ل.س المقدمة من الوزارة ، وتعمل ورشة الخدمات الفنية على تنفيذ الأعمال ضمن الإمكانات والآليات المتاحة ، ونعمل بشكل عادل بعيداً عن المحسوبيات ولجميع الأحياء وحسب الحاجة الملحة لطرقات تهم المواطنين ، والأهم منها المقدمة من قبل لجان الأحياء لضرورتها ، وحسب الإمكانات المتوافرة ، والعمل مستمر لتزفيت وصيانة أكبر عدد من الشوارع .
وحول توقف العمل بالكورنيش الشرقي ، يضيف رئيس المجلس قائلاً : حصلنا على موافقة أولية من وزارة الإدارة المحلية ، بتقديم /75/ مليون ل.س ، لاستكمال الطبقة الثانية من المحلق الشرقي ، الذي يصل بالكورنيش الشمالي ، وتنفيذ طبقتين من الحجر المكسر للوصلة الثانية التي تصل الكورنيش الشرقي بالشمالي ، وتزفيت الوصلتين ، ولقد تم إعداد الدراسة لذلك ، وفور الموافقة عليها سيتم تنفيذ العمل .
ختاماً:
إن أعمال التزفيت والتعبيد والترقيع التي تنفذ، تعد أعمالاً مؤقتة وغير قابلة للديمومة، وهدراً للمال العام، والتي تكلف ملايين الليرات السورية ، وستظهر بالمستقبل القريب أخطاء العمل، بظل غياب لجان مختصة باستلام مواد العمل وإشراف ومتابعة الأعمال، لتطبيق المواصفات الفنية المطلوبة، وبسوء تنفيذ واضح للعين المجردة، يطرح تساؤلات واستفسارات عديدة تحتاج للإجابة عنها من قبل مجلس المدينة والمسؤولين والجهات المعنية والرقابية بالمحافظة، للتحقيق والتأكد من صلاحية الأعمال المنفذة ومحاسبة المقصرين.
حـسان نـعـوس