انتهت العطلة الصيفية لتفسح المجال لعام دراسي جديد يكاد لا يشبه سابقه في شيء، خصوصاً لمن غيروا المدرسة،هو عام دراسي جديد، إذ يلتقي فيه كل مدرس بطلاب ربما يراهم لأول مرة ولا يعلم عنهم شيئاً سوى أنه سيرافقهم خلال سنة دراسية كاملة. وهناك تساؤلات كثيرة ستتبادر إلى ذهن كل معلم كيف أبدأ و من أين أبدأ؟
كيف أتفادى أخطاء السنة الماضية؟
كيف أتمكن من ضبط الفصل الدراسي؟
للإحاطة بهذا الموضوع التقينا المدرّسة هند منطلقة في ذلك من تجربتها الشخصية وتجارب الآخرين ممن سبقوها إلى ميدان التدريس فكان رأيها مايلي:
– لا تحاول أن تتقمص شخصية غيرك
كثير من المدرسين ممن يعانون صعوبات في إدارة الصف الدراسي، يمضون العطلة الصيفية في التخطيط لمواجهة طلاب العام الدراسي الجديد بوجه جديد عنوانه الحزم و عدم التساهل. لكن هذا القناع سرعان ما يسقط بل و في الحصة الأولى أحياناً، فالطلاب أذكياء جداً و لديهم قدرة خارقة على قراءة الشخصية الحقيقية للمدرس مهما حاول التمثيل. لذلك لا تحاول أبداً تقمص شخصية غيرك وكن طبيعياً، فلن تستطيع التمثيل طيلة السنة الدراسية، و ابحث بدلاً من ذلك عن حلول أخرى لضبط و إدارة الصف الدراسي.
– تعرف على مستوى طلابك
على المدرس إجراء تقويم تشخيصي أو اختبارات تغطي ما تم تعلمه في السنة الماضية، بقصد الخروج بتقرير ورؤية شاملة لمستوى الفصل الدراسي، والذي ستبنى عليه بعد ذلك الأهداف التي يهدف إلى تحقيقها خلال الموسم الدراسي.
– وضع قواعد التعامل داخل قاعة المدرسة
الطلاب في القاعة الصفية لا يمكن أن يُسَيَّروا عشوائياً بدون قواعد و قوانين تنظم السلوك وتبين لكل فرد ما له و ما عليه. وحين نتحدث عن القواعد و القوانين، فإننا نعني تلك التي تسري على الجميع بمن فيهم المدرس نفسه باعتباره عضواً في جماعة الصف، والتي يجب أن تُسَيَّر بطريقة تقوم على احترام القوانين وتطبيقها.
– تعرف على طلابك عن قرب
التعليم مهمة ورسالة إنسانية قبل أن تكون مهنة، والتعلم عملية معقدة تتداخل فيها عوامل اجتماعية و نفسية، لذلك وجب على كل مدرس مراجعة ملفات طلابه واحداً تلو الآخر لمعرفة وضعهم الاجتماعية وتاريخهم الدراسي، وليتمكن من أخذ فكرة عن طلابه ويتعامل مع كل واحد من طلابه المعاملة اللائقة به، وفي حالة لم تتوفر المعلومات اللازمة لدى إدارة المدرسة، فيمكن اعتماد استمارات معدة لهذا الغرض يتم تعبئتها من طرف التلميذ أو أسرته ليتم تفريغها و استثمار معطياتها لنفس الهدف.
– اعمل في حدود قدراتك و لاتسعى للكمال
في بداية كل سنة دراسية، يجد المدرس نفسه في مواجهة ضغط نفسي هائل مصدره رغبة داخلية في تحقيق أحسن النتائج، وضغوطات الإدارة وأولياء الأمور.. هذه الضغوطات الداخلية والخارجية تدفع المدرس دفعاً نحو العمل فوق طاقته الحقيقية خوفاً من الفشل وفقدان الوظيفة، ورغبة في تحسين وضعه المهني، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق نتائج عكسية متمثلة في تراجع مردوديته المهنية، كما يمكن أن يعود عليه بمضاعفات صحية خطيرة أحياناً. و لتفادي هذه النتيجة الكارثية على المدرس أن يضع في ذهنه حقيقة مفادها أنه هو ، وهو فقط من يعرف الوضعية الحقيقية للفصل الدراسي و هو فقط من يستطيع التخطيط ، ووضع أهداف واقعية و قابلة للتطبيق خلال السنة الدراسية، بعيداً عن المثالية التي تسعى إليها الإدارة و الآباء.
– المحافظة على التوازن بين الالتزامات المهنية والحياة الشخصية
على المدرس فرض نوع من التوازن بين حياته المهنية وحياته الخاصة، وهذا أمر لا يتحقق إلا إذا أسس له منذ بداية العام الدراسي، و إلا وجد نفسه في دوامة لا مخرج منها.
وأخيراً نقول:
طلابنا أمانة في أعناقكم فحافظوا عليهم واعتنوا بهم، واعطوا مهنة التدريس حقها كي لايضطر الأهل لإعطاء أولادهم الدروس الخصوصية، والتي تشكل عبئاً مادياً كبيراً على آبائهم. وكل عام وأنتم بألف خير
ربا القصير