مخطئٌ من يعتقد أن البعثات التنقيبية الأثرية, التي تجوب كل بقاع الأرض, بحثاً عن آثار وتاريخ الشعوب المختلفة, والقادمة من الجامعات الأوربية, تحت اشراف السلطات السياسية, (بغالبيتها), تبحث عن الآثار والكنوز, لِما لها من قيمةٍ ماديةٍ كبيرة, فَحقلُ نفطٍ أو غاز في أيَّة بقعة من الأرض, تحت سيطرة هذه الدول, يُقدم لها من الأموال, أكثر بكثير!!.
ولم يعد خافياً على أحد, الأبعاد الخفية وراء هذه التنقيبات, لِما لها من أهميةٍ في طمس أو سرقة تاريخ هذه الدول. وبالتالي حرمان الدول صاحبة الحق, في هذا التاريخ, من فوائده!!!. ولم يعد خافياً على أحد أيضاً, أن دول الغرب, تُقدم التاريخ لشعوبها, على أنه من أهم العلوم الواجب دراستها والتعمق بها!!!. فيما لا يزال الكثير من (متثاقفي) بلادنا يدعوننا صبحاً وعشيةً, للقطيعة مع هذا التاريخ ((الأسود)) كما يدَّعون, بذريعة عدم العيش بأمجاد الماضي, وضرورة الاهتمام بالمستقبل والعلم, وكأننا عندما نتحدث بالتاريخ, أو ندرسه كدراسةٍ علمية, نطلب منهم عدم الاهتمام بالمستقبل, وعدم العمل بالعلم !!.
وهذا ليس وارداً قطعاً, ولم يُطرح بالأصل, بتاتاً. إن دراسة التاريخ يا سادتي! ليست بديلاً لأيّة دراسة أخرى, كما تتفضلون, إنما هي دراسة لعلم ٍ بات من أهم العلوم في العالم المُتمدن, وليست بديلاً عن دراسة العلوم الأخرى, أو تمجيداً للماضي والتغنّي به, بل لأخذ العبر منه, كما يفعل الغرب المُتمدن!!!.
نزار مصطفى كحله