ثقــة الطفـــل بنفســـه

 الثقة بالنفس أمر ضروري لتحقيق النجاح، لذلك نسعى جميعا لتعزيز هذه الثقة ونهتم بترسيخ قيمها عند أطفالنا ،فماذا تعني الثقة بالنفس؟

و كيف يمكن جعل الطفل واثقاً من نفسه ؟ و هل الثقة بالنفس وراثية ؟
التقينا الاختصاصية بعلم النفس التربوي ليليان المنجد فحدثتنا قائلة :

الثقة بالنفس لا تولد مع الإنسان بل هي تكتسب و تتطور ، يكتسبها الإنسان من البيئة المحيطة : منزل ، مدرسة ، شارع ….الخ.
وتابعت المنجد قائلة : الثقة بالنفس هي إحساس الطفل بقيمته بين من هم حوله فتترجم هذه الثقة كل حركة من حركاته فيقوم بها بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة لأنه هو من يتحكم بتصرفاته ومشاعره ، فالثقة بالنفس تنبع من الذات و يساهم في تعزيزها الأشخاص المحيطون
أما انعدام هذه الثقة يجعل الطفل يتصرف و كأنه مراقب ممن حوله فتصبح تحركاته و تصرفاته حتى آراؤه في بعض الأحيان تأتي مخالفة لطبيعته ويصير القلق حليفه الأول فهو لا يثق بمعلوماته كأن يتردد في الامتحان وفي النشاطات الرياضية التي تتطلب منافسة ،باختصار يمكنني أن أقول إن الثقة بالنفس هي إيمان الإنسان بقدراته وإمكاناته و أهدافه و قراراته أي الإيمان بذاته.
ضعفها
وعن أسباب ضعف الثقة بالنفس أضافت قائلة :كثيرة هي الأسباب منها :
– تهويل الأمور و المواقف بحيث يشعر الطفل أن من حوله يركزون على ضعفه ويراقبون كل حركة يقوم بها .
– الفشل في الدراسة وتلقي انتقادات حادة من الوالدين أو المعلمين بشكل مؤذ و جارح .
التعرض لموقف محرج أو التوبيخ الحاد أو النقد اللاذع أمام الآخرين أو المقارنة بينه وبين أقرانه.
نظرة الأهل السلبية و عدم السماح للطفل إثبات ذاته .
تعزيز الثقة
لتعزيز ثقة الطفل بنفسه لابد من مراقبة أفعاله وملاحظة تصرفاته السلبية، ولابد من المديح الذي يعزز ثقته بنفسه لكن لابد من تعليمه أسس النظافة و احترام جسمه و معرفة قدراته الجسدية ليضع حدودا لها ومن الضروري توجيه المدح على أي شيء جيد يفعله أو حتى على اناقته وطريقة أكله وعدم نقده بشكل لاذع كتعليقنا على قصر قامته. .
أيضاً علينا تعليمه الاستقلالية كي يميز نقاط ضعفه ونقاط قوته و لا يتكل على الآخرين ومن الأفضل للأهل أن يجنبوه القيام برد فعل سلبي بسبب الخوف من العقاب و التأنيب، فإذا أراد الأهل أن يكون ابنهم صادقاً و أميناً ومسؤولاً عن أفعاله فعليهم ألا يعاقبوه إذا باح لهم بفعل سيء ارتكبه .
– نترك له حرية الاختيار وتقدير الأمور ، فالطفل الواثق من نفسه لاينتظر أن يقرر الأهل عنه فهو يتصرف من تلقاء نفسه بناء على تعليم أبويه .
الطفل الذي تتاح له فرصة الاختيار. يكون مسؤولاً عن نتائجه أكثر من الطفل الذي تفرض عليه الأمور .
الاستقلالية
على الأهل عدم الإملاء على الطفل بتصرفاته ولا يجب أن يتدخلوا بقرارات طفلهم أو تصرفاته إلا في الأمور المهمة والصعبة والطريقة المثلى هي مناقشته وتركه يأخذ القرار بمفرده و بالطبع يلعب عمره دوراً رئيسياً في هذا الأمر .
الأهم من كل هذا مساعدة الطفل على تكوين صورة إيجابية عن نفسه و ذلك بإشعاره أنه طفل محبوب من قبل الجميع و للأم الدور الأكبر في ذلك .
ولابد من الإشارة لعاداته الإيجابية بتعليقات تشجيعية و التعامل معه باحترام و من الضروري الاهتمام بكل ما يقوله وتعليمه كيف يتجاوز نقاط ضعفه و إظهار النقاط الإيجابية في شخصه والتأكيد على أن الجميع معرضون لارتكاب الأخطاء ، ولا يجب على الأهل أن يضعوا لطفلهم أهدافاً تفوق طاقته بحجة التطوير بل اطلبوا منه ما يناسب قدراته ،و يجب الابتعاد عن النقد اللاذع و السخرية أو الضحك.
أعداء الثقة بالنفس
أما أعداء الثقة بالنفس فهم : الخوف و الإحباط لذلك نسعى لتشجيع ودعم الطفل و مساعدته على التغلب على المهام الصعبة كما نقدر جهودهبغض النظر عن الربح و الخسارة ونشجعه على ممارسة الأشياء التي يحبها ونتركه يكتشف المشكلات والصعوبات بنفسه كما نشجع إحساس الفضول لديه و نجيبهم على جميع الأسئلة التي يطرحونها حتى لو كانت تافه بنظرنا ولاننتقد إبداعاتهم ولانفرط في حمايتهم ولانستخدم معهم الصرامة كي لانؤثر سلباً على شخصيتهم .
سوزان حميش

 

 

المزيد...
آخر الأخبار