يرتسم طيفكِ الخريفيّ في مرايا ذاكرتي الهائمة وجداً واحتراق ،ويترنّح مختالاً في مقل الفجر الساهر خلف نوافذٍ من كآبة.
في إشراقة الصبح الدافئ أراكِ ،في هديل اليمام وفي صمت الغمام أناجيكِ ، أراكِ هائمة في بحر وجداني ،تستحمين بعطر أحداقي وبماء الورد المنسكب من بياض أوراقي المشبعة بالحزن ، تتمايلين كعود الماس وتنثرين جدائل الحرير فوق جسدٍ من مرمر ،هكذا تأتين كمطر أيلول تملئين بيادر العشق ألقاً وحكايا وتمسحين الشحوب عن دفاتر أيامي وترتبين مفردات الهوى في قاموس عمري المنسيّ ،وتبدّدين غيوم الفراق في سماء قدري وتسكبين الأمل شلالاتٍ من ضوء،ونهر عطاء في هشيم جراحي النازفة .
هكذا قدومك استثنائيٌّ وعاصف ،لكنّه يعيد الفرح لبيادر أحلامي الخاوية ، ما أبهاكِ وأنتِ تلقينَ بأحزانكِ وآهاتكِ خلف أسوار الزمن وتفتحين للريح نوافذ المدى
ما أبهاكِ وأنت تصهلين فوق عشب الأماني وترقصين على نغم خافقي رقصة الحنين المسافر ، آهٍ يا زائرتي كم أبهرني قدومكِ الخريفيّ ،فقد أينع الزهر في وحشة كرومي وأورق النبض في عروق أوردتي وأمطرت غيومي وأشبِعَت تخومي وهامت الروح في عبق العطر المتناثر فوق دروبي المزهرات .
حيان محمد الحسن