أيها الشعـر..!

لو لم يكُنْ لي سِواكَ من هذا الأبد، لَكَانَ يَكفي…
لو لم أمتلكْ غيرَكَ منَ الحَيَوَاتِ كافَّةً، لكان يكفي…
كُلَّما ألَمَّتْ بي نوازلُ الحُزنِ أو القهرِ أو الوحدةِ أو الغُربةِ، أو مِحَنُ الفقدِ أو النَّأيِ أو الكآبة أو نهشَتني ذئابُ الحنين…
فيكفي أنَّكَ مَعي .. بإخلاصِك.. بحيادِك.. بنقائِك.. بجَمَالِك.. بثَبَاتِك.. بالتِصَاقِك بي..
بحنينك لي كما حنيني.. باشتياقك لي كما اشتياقي .. جُبَّ أمانٍ..وبئرَ أسرارٍ.. ومَوضِعَ صِدقٍ ومحطَّ ثقةٍ ألوذُ بهِ من كلِّ ضُر ..
يكفيني صدرُك…
يكفيني حُبُّك…
يكفيني قلبُكَ الكَبيرُ وخافقُكَ المُشرَعُ لي كلَّما ضاقت بي السُّبُلُ ولفظتني الصُّدور والنُّفُوسُ والبُيُوت والمنازل والأطلالُ والرُّسُومُ وقوافلُ الحنين..
أفزعُ إليكَ..كهاربٍ من غدهِ… وأهرعُ لكَ كمشتاقٍ لوعدِ عُمْرِهِ..
كلَّما أردتك وجدتك… وأفرغت ما بقلبي إليك… فإذا بك تتلقَّفُ سواد روحي ببياضك، ليُبْنَى لديك من جديد وروحي الفانية لتحيا بك مرة أخرى…
أيُّها الشِّعرُ..!.

ليندا إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار